الفراعنة يحتضرون قبل دورة أنغولا شحاتة يخسر نجومه الواحد تلو الآخر

تشير المعطيات الآنية التي أعقبت الإقصاء المرّ للمنتخب المصري من نهائيات كأس العالم 2010 أنه بات من الصعب، إن لم نقل المستحيل، على ''المعلّم'' حسن شحاتة والمدرب العام لـ''الفراعنة'' شوقي غريب، لملمة جراح منتخبهم القومي ومعه الجماهير المصرية المتابعة لمسيرة بطل إفريقيا خلال الدورتين الأخيرتين قبل موعد أنغولا 2010 .
مردّ ذلك، الصدمة العنيفة التي لحقت بهؤلاء جراء ''كابوس'' الضربة القاضية التي جاءتهم من رجل ''المحارب'' عنتر يحيى في موقعة أم درمان السودانية يوم 18 نوفمبر الفارط. معطيات أكدتها تقارير صحفية مصرية كانت قد أشارت أمس إلى لجوء ثنائي الطاقم التدريبي المصري إلى فرض سياسة تشبيب جزئية على هرم المنتخب بداية من الأيام القليلة المقبلة تحسبا لبطولة أمم إفريقيا المقبلة بأنغولا، حيث سيجد ''الفراعنة'' أنفسهم مطالبين بالدفاع عن لقبهم الأخير أمام منتخبات قوية جدا تضم خيرة اللاّعبين الأفارقة الذين ينشطون في أقوى الأندية العالمية حاليا.
''الفراعنة'' لازالوا يحلمون..
وبعبارات لم تخلو من ''النفخة المصرية'' المعتادة، أشار المدرّب العام شوقي غريب ''أن الظفر بدورة أنغولا المقبلة يبقى هدف نسعى إلى تحقيقه''، وهو الهدف الذي اعتبره مساعد شحاتة الرئيسي ''كتعويض بسيط للجماهير المصرية عن الخروج المؤلم من تصفيات كأس العالم''. متناسيا قوة المنتخب النيجيري المنافس العنيد الذي أوقعته القرعة في نفس مجموعة ''الفراعنة''، وهو المنتخب الذي خضع لعملية تشبيب كبيرة سمحت بانتقاء أرمادة من اللاّعبين من الفئة التي أسالت العرق البارد لزملاء ميسي في نهائي أولمبياد بكين 2008 بملعب ''عش الطائر'' الأسطوري.
وتصب تصريحات المصريين أيضا في اتجاه تجاهلهم لمنتخب آخر قادر على إحداث مفاجأة في المجموعة الأولى التي ينتمون إليها، ونعني به منتخب الموزمبيق الذي بخّر حلم وصول المنتخب التونسي إلى المونديال الإفريقي يوم 14 نوفمبر الأخير، بعدما كشف هذا المنتخب عن انسجام كبير وسرعة فائقة في الوصول إلى مرمى الخصم، بالاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة.
وكانت متاعب ''الكوتش'' المصري قد تضاعفت أمس، حين أعلن الخبير الألماني المختص في الطب الرياضي شيفر هوف وفريقه الطبي ''بأن محمّد أبو تريكة بات في حاجة ماسة للراحة الإجبارية لمدة ثلاثة أشهر كاملة على الأقل، قبل العودة مجدّدا إلى مداعبة الكرة''، وهي ضربة موجعة تضاف إلى إصابة عماد متعب الذي يكون قد خضع لكشف طبي معمّق لتحديد مدى خطورة إصابته على مستوى العضلات الخلفية بعد يوم واحد من سقوط لاعب الأهلي الآخر الدولي محمد بركات، الذي بات إخضاعه للأشعّة أمرا ضروريا لتحديد مستقبله الكروي.
الإعلام الجزائري أكثـر احترافية
وكانت تقارير صحفية مصرية قد أشارت إلى تعمّد بعض اللاّعبين إجهاد أنفسهم قبل دخول المعسكر التحضيري تحسبا للقاء الجزائر، إذ أكدت ذات التقارير إلى إصابة النجم أبو تريكة وعدد آخر من اللاّعبين قبل موعد 14 نوفمبر المنصرم، وهي معطيات لم يتم الكشف عنها من قبل الإعلام المصري قبل التاريخ المذكور ''حتى لا يؤثّر ذلك على مستوى التحضير البسيكولوجي لـ''الفراعنة'' لمباراة الجزائر''، على العكس تماما الطرف الجزائري الذي أعطى حيزا هاما للإصابات المتعددة التي لحقت بكل من عنتر يحيى، بوفرة، زياني، فاواوي، مغني والآخرين، قبل موعد القاهرة، وهو ما اعتبرته أوساط محايدة بتفوّق جديد لمهنية الإعلام الجزائري المكتوب على نظيره المصري خاصة ''الخبر'' الذي يتذكر الجميع الطريقة التي تعاملت بها الأقلام الصحفية بالجريدة مع إصابة عنتر يحيى رغم محاولة بعض الأطراف التقليل من حجمها.
لاعبون شبّان لتعويض ''الشيوخ''
وينوي شحاتة ومعه شوقي غريب استدعاء عدد من الشبّان للمعسكرات الإعدادية المقبلة للمنتخب المصري على أمل دمجهم خلال دورة أنغولا رغم تخوّفهم الكبير من الهزّات التي قد تلحق بـ ''الفراعنة'' هناك، على غرار لاعب الأهلي محمد فضل، وثنائي بيتروجيت، سيد حمدي ووليد سليمان، إضافة إلى لاعبي حرس الحدود هاني سعيد ونجاح عبد السلام، بحكم الصعوبات الكبيرة التي قد يجدها هؤلاء للصمود في وجه لاعبين يفوقونهم خبرة وتجربة من منتخبات إفريقية عديدة.
يحدث هذا في ظل تأكّد الجميع من الاعتزال الاضطراري لعدد من أعمدة المنتخب المصري مباشرة بعد أنغولا 2010 على غرار عبد الظاهر السقا، أحمد حسن، محمد أبو تريكة، محمد بركات ووائل جمعة، وبدرجة أقل الحارس عصام الحضري الذي قد تحرمه ''الفيفا'' حتى من السفر إلى لواندا خلال جانفي المقبل، وهو الذي يبقى مهدّد بعقوبة بعدما أمضى، دون موافقة ناديه السابق الأهلي خلال فترة انتقاله، في نادي سيون السويسري.