شعوذة كروية

يبدو أن المصريين لا يهدأ لهم بال حتى يحققوا ما سطروه في مخيلتهم خلال تحضيراتهم لليوم الموعود، وهذا منذ أن عادت إليهم آمال الوصول إلى المونديال بفوزهم على المنتخب الزامبي.
وإلا كيف نفسر إصرارهم على استعمال كل الطرق لجعل اللقاء في صالحهم قبل أن يثبتوا ذلك ميدانيا وهو الأهم.
فقبل أسابيع طلب المصريون تقديم اللقاء إلى يوم 13 نوفمبر، وهو تاريخ يعتبرونه فأل خير عليهم لأنهم أطاحوا بالمنتخب الجزائري في نفس اليوم من عام 1989 بمناسبة تصفيات مونديال ,1990 كما أنهم لحد الساعة لم يحددوا الملعب الذي سيجري فيه اللقاء، وهم يرفضون لعب اللقاء الفاصل في حالة التعادل في بلد من شمال إفريقيا، وأخيرا غيّروا وقت إجراء اللقاء وحدوده بالسابعة مساءً. ويبقى أمر واحد لو استطاع المصريون التدخل فيه وتحديده وهو حكم اللقاء ومراقبه حتى يضعوا كل الظروف والمعطيات إلى جانبهم، وكل هذا ليتمكنوا من تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى الجزائر تضمن لهم المرور إلى كأس العالم. والواقع أن المصريين باتوا يركزون على الإيواء والظروف التي تحيط باللقاء أكثر من تركيزهم على أسلوب اللعب الميداني الذي سيواجهون به منتخبنا الوطني، لأن المهم، وقد يتفق معي الإخوة المصريون، هو في المردود الذي سيقدم في الميدان، وجاهزيتهم لتحقيق الفوز في لقاء لا يدوم أكثر من 90 دقيقة.
وسيكونون مطالبين باختراق دفاع جزائري لم يستقبل سوى هدفين لحد الآن وأبان عن استماتة كبيرة بشهادة كل المتتبعين، وحتى المحللين المصريين الموضوعيين، كما أن المنتخب المصري وباعتراف كذلك المختصين المصريين والأجانب لم يقدم وجها طيبا خلال خرجاته في التصفيات، وأبان عن ضعف كبير على مستوى كل خطوطه، ونتائجهم التي سجلها كانت محل شكوك، وهو يعتمد في تحضيراته على ما يطبخ في أستديوهات القنوات التلفزيونية المصرية وحتى الإسرائيلية من أخبار ملفقة وإشاعات وأكاذيب وتمويه، الغرض منه هو التأثير على معنويات المنتخب الجزائري.
لكن ما غاب عن أذهان الإخوة المصريين هو أن لاعبي منتخبنا يلعبون جميعهم في نواد كبيرة في أوروبا ولا يتابعون بالتأكيد ما تبثه هذه القنوات ومختصيها، وتركيزهم منصب حول هدف واحد هو تقديم مردود طيب وانتظار موعد الحسم بالقاهرة، وماعدا ذلك فلا يدخل في حساباتهم، لأنهم يملكون ذهنية محترفة ويؤمنون بأن التأهل إلى أي منافسة أو ربح معركة كروية يكون فوق الميدان، وهم يملكون مقومات تحقيق ذلك ولا يؤمنون بالشعوذة