مصطفى الاغا يشر نورمال للجزائر........

بسم الله الرحمن الرحيم

لنتفق على أن نختلف

معظمنا يدعي ( وقد لا نكون فعلا صادقين ) أننا نحب الإختلاف في الرأي ونتقبل النقد ( ونربطه مباشرة بكلمة النقد الموضوعي والبناء البعيد عن الشخصانية والحسابات الآنية ) ولكن عندما يأتي وقت ( الجد ) تظهر حقيقة مواقفنا والأدهى اننا نهاجم فورا في الأمكان الاضعف لدى من إنتقدنا ...

وللأسف فنحن العرب عاطفيون ننفعل بسرعة ونرضى بسرعة ونغضب بسرعة ونشتم بسرعة ونندم ولكن نكابر على شئ وحيد إسمه الأعتذار إذ يبدو ان كلة ( أسف لقد أخطأت ) هي من المحرمات التي يجب أن نقترب منها رغم انها من الكلمات السحرية لدى البعض الآخر في هذا العالم .....

ليس مقبولا أن نتعامل مع قناعاتنا الشخصية وحتى إنتماءاتنا الرياضية على انها ( مقدسات ) يجب عدم المس بها وكل من يفعل أو يحاجج أو ينتقد يجب ( محاسبته ) وتعليمه درسا لا ينساه مفاده أنه من يفكر مجرد التفكير في الحديث عنا أو عن نادينا سيكون عقابه عسيرا .... ففي النهاية نحن نتحدث عن ناد وعن لاعبين وعن مباريات وعن حكام وعن منافسات أي أننا نتحدث عن بشر يصيبون ويخطئون والدليل ان بعض حكام كرة القدم الذين " نتفنا ريشهم " في يوم من الأيام نراهم اليوم محللون فضائيون يحللون اخطاء الآخرين ؟؟؟؟ رغم أن المثل يقول فاقد الشئ لايعطيه فإن كنت أنا حكما علي تلال من الإنتقادات أو لاعبا " نص كم" لم أترك بصمة فكيف أوجه الآخرين ؟؟؟ وكيف سيقتنع الآخرون بما اقول ؟؟؟

طبعا ليس من الضروري أبدا ان يكون المحلل لاعبا " جهبذا وفلتة زمانه " لان هناك عمالقة لايعرفون كيف يقولون كلمتين أمام الشاشة ولكن ما اقصده في كلامي أننا كللنا خطاؤون وعندما نفكر بإنتقاد الآخرين او النيل منهم شخصيا لنتذكر أننا قد نكون في نفس الموقف في يوم من الأيام ... فإذا أخطأ لاعب من فريق لا نحبه ونبدأ بفصفصة حياته وتصرفاته قد يقع نجم من طرفنا بنفس المحظور فكيف سنتعامل مع نفس الموقف لاحقا ونحن من قمنا بإدانة نفس الفعل ؟؟؟

لنحاول أن نتفق على الإختلاف ... لنحاول أن نستوعب أن كل من يعيش حولنا ليس بالضرورة يبصم لنا بالعشرة ان كل ما نفكر فيه أو نعتقد صحيحا هو صحيح بالفعل ولكن هذا لايعني أبدا ان من إختلف معنا هو ضدنا ويريد النيل منا .....

البعض يظن أن في الرياضة مسلمات وهذا من ( الإخطاء القاتلة ) إذ لايوجد في ماهو من المسلمات غير الحقائق المعروفة الموثقة بالأرقام كان نقول إن البرزايل بطلة للعالم خمس مرات فهذه حقيقة لا يختلف عليها إثنان ولكن ان يكون إن مارادونا أهم من بيليه أو البرازيل ألعب من الأرجنتين أو ان نادينا أحسن من ناديكم أو بطولتنا أهم من بطولتكم أو لاعبنا أحلى من لاعبكم فهذه امور جدلية إشكالية الإختلاف فيها مطلوب ولكن التضارب حولها وتخوين الآخرين وتوزيع التهم عليهم فقط لأنهم إختلفوا معنا فهو قمة الخطأ إن كان للأخطاء قمم ؟؟؟؟

شكرا على المتابعة :( :(

شكرا على المتابعة