دخول
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الإمبراطور | ||||
البرهومي | ||||
hamza28 | ||||
nabil ess | ||||
HèÂrt WhîSpèr | ||||
LAMARQUISE | ||||
karim1980 | ||||
AimeRoo | ||||
Numidia | ||||
عاشقة التحدي |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 44 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 44 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 391 بتاريخ الأربعاء 25 سبتمبر - 13:42
.: عدد زوار المنتدى :.
ســـؤال وجـــواب: فادخلوا أبواب جهنــم
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ســـؤال وجـــواب: فادخلوا أبواب جهنــم
﴿ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ﴾
أولاً- سأل أحدهم : هل هذا التوجيه صحيح :﴿ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ﴾(النحل:29) ، حُذف منها ( من ) ، فيكون تقدير الكلام : فادخلوا من أبواب جهنم ؛ لأن الدخول يكون من الأبواب ، والحذف هنا إنما أتى للدلالة على المبالغة في تأكيد هذا الدخول ؛ فكأنهم دخلوا في نفس الأبواب ؟
وأجيب بأنه جاء تعبير ( الدخول من أبواب ) مرة واحدة في سورة يوسف في قوله تعالى :﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ﴾ آية/ 67 . أمّا في باقي آيات الكتاب فقد جاء فعل الدخول متعديًا بنفسه ؛ كما في قوله تعالى : ﴿ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ﴾(النحل:29) .
وأضاف صاحب هذا الجواب قائلاً : توجيهك مقبول أخي ؛ إلا أنني ارتأيت أن كون التعبير ﴿ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ﴾ متعديًا بنفسه يشير إلى سرعة الدخول ؛ وكأنه أراد منهم أن يكونوا في داخل جهنم مسرعين . فأنت تقول آمرًا ولدك : ادخل الباب ، وتعني : أن عليه أن يكون داخل المنزل . أما قولك له : ادخل من الباب ، فأنت تقوله عندما يتوفر مدخل آخر غير الباب للمنزل .
وعقَّبَت أخرى على ذلك بقولها : أيُّ الصورتين هي الأصل : تعدي الفعل( دخل ) بنفسه ، أم بحرف( من ) ؟ وما السر البياني الذي أفاده هذا الحرف ( من ) ؟ هل يمكن أن يكون للابتداء ؟
ثانيًا- وجوابنا عن ذلك :
1- يجب التفريق بين قول القائل : دخلت المسجد من الباب ، وقوله : دخلت في المسجد من الباب ؛ لأن الأول يتعدى إلى المفعول بنفسه ، والثاني يتعدى إلى المفعول بأداة الجر( في ) . والمفعول في الموضعين هو ( المسجد ) .. أما ( الباب ) فيهما فهو اسم مجرور بـ( من ) ، وهي هنا لابتداء الغاية المكانية .
2- الفعل ( دخل ) يُعدَّى إلى المفعول بـ( في ) ، ولا يُعدَّى بـ( من ) ؛ لأن المجرور بـ( من ) ليس مفعولاً في المعنى ، بخلاف المجرور بـ( في ) . والذي يُعدَّى بـ( من ) هو الفعل ( خرج ) نقيض ( دخل ) . يقال : دخلت في الكوفة ، وخرجت منها .
3- الدخول يعني : الانتقال من مكان بسيط من الأرض إلى مكان منها غير بسيط . فإذا كان المنقول إليه مكانًا غير مختصٍّ ، وجب إدخال ( في ) قبله . وإذا كان مكانًا مختصًّا ، جاز إدخال ( في ) قبله ، وجاز إسقاطها . وإسقاطها أبلغ من إدخالها ، لما فيه من دلالة على سرعة الدخول . ومثال الأول قولك : دخل في عالم الغيب . ومثال الثاني قولك : دخلت في المسجد ، ودخلت المسجد .
وعلى الأول جاء قوله تعالى :﴿ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم ﴾(الأعراف: 38) ، وقوله تعالى :﴿ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾(النمل: 19) .. فهنا لا يحوز إسقاط ( في ) ؛ لأن ما بعدها مكان غير مختص .
وعلى الثاني جاء قوله تعالى :﴿ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ ﴾(المائدة: 21) ، ﴿ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾(النحل: 32) . فلو قيل : ادخلوا في الأرض المقدسة ، وادخلوا في الجنة ، لكان ذلك جائزًا ؛ لأن كلاًّ من الأرض والجنة مكان مختص .
وقد اجتمع ذكر ( في ) ، وإسقاطها في قوله تعالى :﴿ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾(الفجر: 29- 30) .
4- قوله تعالى :﴿ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ﴾(النحل: 29) ليس كقوله تعالى :﴿ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ﴾(يوسف: 67) ؛ لأن الأبواب في الأول مفعول به ، وهي المدخول فيه . ولهذا قال المفسرون : المعنى : فادخلوا جهنم .. وأصل الكلام : ادخلوا جهنم من أبوابها . فقدمت الأبواب على ( جهنم ) بعد إسقاط ( من ) ، وحلت محلها في المعنى ، وفي الإعراب . ويقاس على ذلك بقية الآيات . والدليل قوله تعالى عقب ذلك :﴿ فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾(النحل: 29) ، فقال : مثوى ، وهو مكان يراد به جهنم ، لا أبوابها .. أما الأبواب الثانية في آية يوسف فهي اسم مجرور ، والمفعول به محذوف ، تقديره : ادخلوا مصر من أبواب متفرقة . و( من ) قبلها لابتداء الغاية المكانية .
وبذلك يتضح الفرق بين قول القائل : ادخلوا الباب .. وقوله : ادخلوا من الباب . فالأول دخول في الباب ، والثاني دخول من الباب .. ولهذا يجوز في الأول : دخلت في الباب.
5- قال تعالى :﴿ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً ﴾(البقرة: 58) . والمعنى : ادخلوا في هذه القرية .. وادخلوا في الباب سجدًا ، ثم أسقطت ( في ) تنبيهًا على سرعة الدخول . وإنما جاز ذلك في القرية والباب ؛ لأن كلاًّ منهما مكان مختص . وجاز ذلك في الباب ؛ لأنه في معنى القرية . والدليل قوله تعالى :﴿ ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ﴾(المائدة: 32) ، فقال : دخلتموه ، والمراد : دخلتم فيه .. والله تعالى أعلم !
ثالثًا- وعن السؤال الآتي : هل ( البيت ) في قولنا : دخلت البيت ، منصوب على أنه مفعول به ، أو منصوب على نزع الخافض ، أو أنه منصوب عليهما ؟ أجبت بالجواب الآتي :
1- الفعل في النحو العربي من حيث التعدي ، واللزوم ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول يكون فيه الفعل لازمًا ، وهو الذي يتعدى إلى المفعول بوساطة أداة الجر . والقسم الثاني يكون فيه الفعل متعديًا ، وهو الذي يتعدى إلى المفعول بدون وساطة أداة الجر.
2- قد تحذف أداة الجر مع بعض الأفعال اللازمة ، فينتصب الاسم على المفعول به اتساعًا ؛ كقول العرب : ذهبت الشام . ومررت الديار . والأصل فيهما : ذهبت إلى الشام . ومررت على الديار ، ومررت بالديار . قال الشاعر :
تمرون الديار ولم تعوجوا ** سلامكم علي إذًا حرام
فهذا ممَّا حذفت منه أداة الجر اتساعًا ، لسر بلاغي من أسرار البيان ، فانتصب الاسم بعده على نزع الخافض ؛ إذ الأصل فيه اللزوم . ومنه قوله تعالى :﴿ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً ﴾(الأعراف: 155) . والأصل فيه : واختار موسى من قومه سبعين رجلاً ، فكأن قومه كلهم هذا العدد المذكور .
3- قد ترد بعض الأفعال المتعدية متعدية بأنفسها تارة ، ومتعدية بأداة الجر تارة أخرى ؛ كقول العرب : سبَّح اللهَ ، وسبَّح لله . وشكر الله ، وشكر لله . ونصح القوم ، ونصح للقوم . فانتصاب الاسم مع هذه الأفعال على المفعول به ؛ لأن الأصل فيها التعدي ، وأمثلتها في القرآن كثيرة لمن أراد أن يتتبعها .
4- الفعل ( دخل ) يستعمل لازمًا تارة . ومتعديًا تارة أخرى . ومتعديًا ولازمًا تارة ثالثة :
أما كونه لازمًا فلأن مصدره على : فعول ، وهو غالب في الأفعال اللازمة ؛ ولأن نظيره ونقيضه كذلك : عبر ، وخرج ، وكلاهما لازم . ويتعين كونه لازمًا ، إذا كان المدخول فيه مكانًا غير مختص ؛ كما في قوله تعالى :﴿ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم ﴾(الأعراف: 38) ، وقوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السَّّلْمِ كَآفَّةً ﴾)البقرة: 208) .
فإذا كان المدخول فيه مكانًا مختصًّا ؛ فإما أن يكون ذلك المكان متسعًا جدًّا ، بحيث يكون كالبلد العظيم . أو يكون ضيِّقًا جدًّا ، بحيث يكون الدخول فيه ولوجًا وتقحمًا . أو يكون وسطًا بينهما .
فإن كان الأول ، لم يكن من نصبه بدٌّ ؛ كقول العرب : دخلت الكوفة ، والحجاز ، والعراق . ويقبُح أن يقال : دخلت في الكوفة ، وفي الحجاز ، وفي العراق ، مع جوازه . ومن الأول قوله تعالى :﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ ﴾(المائدة: 21) . وقوله تعالى :﴿ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾(النحل: 32) .
وإن كان الثاني ، لم يكن من جره بدٌّ ؛ كقولهم : دخلت في البئر .
وإن كان الثالث ، جاز فيه النصب والجر ؛ كقولهم : دخلت المسجد ، وفي المسجد . ونصبه أبلغ من جره . وانتصابه على المفعول به ، لا على نزع الخافض ؛ لأن الأصل في الفعل ( دخل ) المتعدي إلى المكان المختص أن يتعدى بنفسه ، خلافًا للفعل ( ذهب ) في قولهم : ذهبت الشام ؛ لأن الأصل في هذا اللزوم . ومنه قوله تعالى :﴿ يَا أيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾(النمل: 18) .
ومما يدل على ما ذكرنا : أن الفعل ( ذهب ) مقصور على مكان معين ، وهو ( الشام ) ، فلما كان ( دخل ) شائعًا في سائر الأمكنة ، دل على أنه متعد . أما ( ذهب ) فمتفق على كونه غير متعد بنفسه ، وقد حذف منه حرف الجر اتساعًا .. ولهذا الذي ذكرناه لا يجوز في أسماء الأمكنة المختصة بعد الفعل ( دخل ) النصب على نزع الخافض ؛ لأن الأصل فيه التعدي .. والله تعالى أعلم !
بقلم : محمد إسماعيل عتوك
أولاً- سأل أحدهم : هل هذا التوجيه صحيح :﴿ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ﴾(النحل:29) ، حُذف منها ( من ) ، فيكون تقدير الكلام : فادخلوا من أبواب جهنم ؛ لأن الدخول يكون من الأبواب ، والحذف هنا إنما أتى للدلالة على المبالغة في تأكيد هذا الدخول ؛ فكأنهم دخلوا في نفس الأبواب ؟
وأجيب بأنه جاء تعبير ( الدخول من أبواب ) مرة واحدة في سورة يوسف في قوله تعالى :﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ﴾ آية/ 67 . أمّا في باقي آيات الكتاب فقد جاء فعل الدخول متعديًا بنفسه ؛ كما في قوله تعالى : ﴿ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ﴾(النحل:29) .
وأضاف صاحب هذا الجواب قائلاً : توجيهك مقبول أخي ؛ إلا أنني ارتأيت أن كون التعبير ﴿ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ﴾ متعديًا بنفسه يشير إلى سرعة الدخول ؛ وكأنه أراد منهم أن يكونوا في داخل جهنم مسرعين . فأنت تقول آمرًا ولدك : ادخل الباب ، وتعني : أن عليه أن يكون داخل المنزل . أما قولك له : ادخل من الباب ، فأنت تقوله عندما يتوفر مدخل آخر غير الباب للمنزل .
وعقَّبَت أخرى على ذلك بقولها : أيُّ الصورتين هي الأصل : تعدي الفعل( دخل ) بنفسه ، أم بحرف( من ) ؟ وما السر البياني الذي أفاده هذا الحرف ( من ) ؟ هل يمكن أن يكون للابتداء ؟
ثانيًا- وجوابنا عن ذلك :
1- يجب التفريق بين قول القائل : دخلت المسجد من الباب ، وقوله : دخلت في المسجد من الباب ؛ لأن الأول يتعدى إلى المفعول بنفسه ، والثاني يتعدى إلى المفعول بأداة الجر( في ) . والمفعول في الموضعين هو ( المسجد ) .. أما ( الباب ) فيهما فهو اسم مجرور بـ( من ) ، وهي هنا لابتداء الغاية المكانية .
2- الفعل ( دخل ) يُعدَّى إلى المفعول بـ( في ) ، ولا يُعدَّى بـ( من ) ؛ لأن المجرور بـ( من ) ليس مفعولاً في المعنى ، بخلاف المجرور بـ( في ) . والذي يُعدَّى بـ( من ) هو الفعل ( خرج ) نقيض ( دخل ) . يقال : دخلت في الكوفة ، وخرجت منها .
3- الدخول يعني : الانتقال من مكان بسيط من الأرض إلى مكان منها غير بسيط . فإذا كان المنقول إليه مكانًا غير مختصٍّ ، وجب إدخال ( في ) قبله . وإذا كان مكانًا مختصًّا ، جاز إدخال ( في ) قبله ، وجاز إسقاطها . وإسقاطها أبلغ من إدخالها ، لما فيه من دلالة على سرعة الدخول . ومثال الأول قولك : دخل في عالم الغيب . ومثال الثاني قولك : دخلت في المسجد ، ودخلت المسجد .
وعلى الأول جاء قوله تعالى :﴿ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم ﴾(الأعراف: 38) ، وقوله تعالى :﴿ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾(النمل: 19) .. فهنا لا يحوز إسقاط ( في ) ؛ لأن ما بعدها مكان غير مختص .
وعلى الثاني جاء قوله تعالى :﴿ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ ﴾(المائدة: 21) ، ﴿ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾(النحل: 32) . فلو قيل : ادخلوا في الأرض المقدسة ، وادخلوا في الجنة ، لكان ذلك جائزًا ؛ لأن كلاًّ من الأرض والجنة مكان مختص .
وقد اجتمع ذكر ( في ) ، وإسقاطها في قوله تعالى :﴿ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾(الفجر: 29- 30) .
4- قوله تعالى :﴿ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ﴾(النحل: 29) ليس كقوله تعالى :﴿ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ﴾(يوسف: 67) ؛ لأن الأبواب في الأول مفعول به ، وهي المدخول فيه . ولهذا قال المفسرون : المعنى : فادخلوا جهنم .. وأصل الكلام : ادخلوا جهنم من أبوابها . فقدمت الأبواب على ( جهنم ) بعد إسقاط ( من ) ، وحلت محلها في المعنى ، وفي الإعراب . ويقاس على ذلك بقية الآيات . والدليل قوله تعالى عقب ذلك :﴿ فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾(النحل: 29) ، فقال : مثوى ، وهو مكان يراد به جهنم ، لا أبوابها .. أما الأبواب الثانية في آية يوسف فهي اسم مجرور ، والمفعول به محذوف ، تقديره : ادخلوا مصر من أبواب متفرقة . و( من ) قبلها لابتداء الغاية المكانية .
وبذلك يتضح الفرق بين قول القائل : ادخلوا الباب .. وقوله : ادخلوا من الباب . فالأول دخول في الباب ، والثاني دخول من الباب .. ولهذا يجوز في الأول : دخلت في الباب.
5- قال تعالى :﴿ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً ﴾(البقرة: 58) . والمعنى : ادخلوا في هذه القرية .. وادخلوا في الباب سجدًا ، ثم أسقطت ( في ) تنبيهًا على سرعة الدخول . وإنما جاز ذلك في القرية والباب ؛ لأن كلاًّ منهما مكان مختص . وجاز ذلك في الباب ؛ لأنه في معنى القرية . والدليل قوله تعالى :﴿ ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ﴾(المائدة: 32) ، فقال : دخلتموه ، والمراد : دخلتم فيه .. والله تعالى أعلم !
ثالثًا- وعن السؤال الآتي : هل ( البيت ) في قولنا : دخلت البيت ، منصوب على أنه مفعول به ، أو منصوب على نزع الخافض ، أو أنه منصوب عليهما ؟ أجبت بالجواب الآتي :
1- الفعل في النحو العربي من حيث التعدي ، واللزوم ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول يكون فيه الفعل لازمًا ، وهو الذي يتعدى إلى المفعول بوساطة أداة الجر . والقسم الثاني يكون فيه الفعل متعديًا ، وهو الذي يتعدى إلى المفعول بدون وساطة أداة الجر.
2- قد تحذف أداة الجر مع بعض الأفعال اللازمة ، فينتصب الاسم على المفعول به اتساعًا ؛ كقول العرب : ذهبت الشام . ومررت الديار . والأصل فيهما : ذهبت إلى الشام . ومررت على الديار ، ومررت بالديار . قال الشاعر :
تمرون الديار ولم تعوجوا ** سلامكم علي إذًا حرام
فهذا ممَّا حذفت منه أداة الجر اتساعًا ، لسر بلاغي من أسرار البيان ، فانتصب الاسم بعده على نزع الخافض ؛ إذ الأصل فيه اللزوم . ومنه قوله تعالى :﴿ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً ﴾(الأعراف: 155) . والأصل فيه : واختار موسى من قومه سبعين رجلاً ، فكأن قومه كلهم هذا العدد المذكور .
3- قد ترد بعض الأفعال المتعدية متعدية بأنفسها تارة ، ومتعدية بأداة الجر تارة أخرى ؛ كقول العرب : سبَّح اللهَ ، وسبَّح لله . وشكر الله ، وشكر لله . ونصح القوم ، ونصح للقوم . فانتصاب الاسم مع هذه الأفعال على المفعول به ؛ لأن الأصل فيها التعدي ، وأمثلتها في القرآن كثيرة لمن أراد أن يتتبعها .
4- الفعل ( دخل ) يستعمل لازمًا تارة . ومتعديًا تارة أخرى . ومتعديًا ولازمًا تارة ثالثة :
أما كونه لازمًا فلأن مصدره على : فعول ، وهو غالب في الأفعال اللازمة ؛ ولأن نظيره ونقيضه كذلك : عبر ، وخرج ، وكلاهما لازم . ويتعين كونه لازمًا ، إذا كان المدخول فيه مكانًا غير مختص ؛ كما في قوله تعالى :﴿ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم ﴾(الأعراف: 38) ، وقوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السَّّلْمِ كَآفَّةً ﴾)البقرة: 208) .
فإذا كان المدخول فيه مكانًا مختصًّا ؛ فإما أن يكون ذلك المكان متسعًا جدًّا ، بحيث يكون كالبلد العظيم . أو يكون ضيِّقًا جدًّا ، بحيث يكون الدخول فيه ولوجًا وتقحمًا . أو يكون وسطًا بينهما .
فإن كان الأول ، لم يكن من نصبه بدٌّ ؛ كقول العرب : دخلت الكوفة ، والحجاز ، والعراق . ويقبُح أن يقال : دخلت في الكوفة ، وفي الحجاز ، وفي العراق ، مع جوازه . ومن الأول قوله تعالى :﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ ﴾(المائدة: 21) . وقوله تعالى :﴿ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾(النحل: 32) .
وإن كان الثاني ، لم يكن من جره بدٌّ ؛ كقولهم : دخلت في البئر .
وإن كان الثالث ، جاز فيه النصب والجر ؛ كقولهم : دخلت المسجد ، وفي المسجد . ونصبه أبلغ من جره . وانتصابه على المفعول به ، لا على نزع الخافض ؛ لأن الأصل في الفعل ( دخل ) المتعدي إلى المكان المختص أن يتعدى بنفسه ، خلافًا للفعل ( ذهب ) في قولهم : ذهبت الشام ؛ لأن الأصل في هذا اللزوم . ومنه قوله تعالى :﴿ يَا أيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾(النمل: 18) .
ومما يدل على ما ذكرنا : أن الفعل ( ذهب ) مقصور على مكان معين ، وهو ( الشام ) ، فلما كان ( دخل ) شائعًا في سائر الأمكنة ، دل على أنه متعد . أما ( ذهب ) فمتفق على كونه غير متعد بنفسه ، وقد حذف منه حرف الجر اتساعًا .. ولهذا الذي ذكرناه لا يجوز في أسماء الأمكنة المختصة بعد الفعل ( دخل ) النصب على نزع الخافض ؛ لأن الأصل فيه التعدي .. والله تعالى أعلم !
بقلم : محمد إسماعيل عتوك
imad7- شهاب ثاقب
- عدد الرسائل : 394
العمر : 34
أعلام الدول :
تاريخ التسجيل : 13/06/2009
رد: ســـؤال وجـــواب: فادخلوا أبواب جهنــم
بارك الله فيك
ايوان- مشرف القسم الديني وقسم الألعاب الإلكترونية
- عدد الرسائل : 1550
العمر : 34
أعلام الدول :
أوسمة :
تاريخ التسجيل : 12/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 25 مارس - 13:52 من طرف قطوش ادريس
» أكبر معدل في ش ت م 19.88تحصلت عليه وصال تباني من عين الخضراء-مسيلة.
الأربعاء 29 يونيو - 16:28 من طرف البرهومي
» الجائزة الثانية على مستوى الولاية لتلميذ برهومي
الأربعاء 25 نوفمبر - 12:18 من طرف امل
» هل من مرحب
الجمعة 17 يوليو - 1:22 من طرف Numidia
» عيد سعيد للجمييييع
الجمعة 17 يوليو - 1:19 من طرف Numidia
» افتراضي ظهور قناة الارث النبوي على Eutelsat 7 West A @ 7° West
الجمعة 17 يوليو - 1:14 من طرف Numidia
» اقبل قبل فوات الاوان
السبت 5 يوليو - 14:33 من طرف شهاب2008
» موضوع مهم ...
السبت 5 يوليو - 14:30 من طرف شهاب2008
» حوار هادف بين البنات و الشباب****هام للمشاركة........... ارجو التفاعل
الثلاثاء 13 مايو - 19:38 من طرف خالد المرفدي