من قصص الثقلاء > أدخلوا وأضحكوا

من طرف البرهومي السبت 14 مارس - 2:39

من قصص الثقلاء

********

ـ سئل أبا العيناء عن سبب خروجه من البصرة ,
فقال :كان سبب خروجى من البصرة وأنتقالى عنها ,أنى مررت بسوق النخاسين(1)
يوما فرأيت غلاما ينادى عليه ,وقد بلغ ثلاثين دينارا – وهو يساوى ثلاثمائة
دينار , فأشتريته وكنت أبنى دارا , فدفعت اليه عشرين دينارا على أن ينفقها
على الصناع ,فجاءنى بعد أيام يسيرة فقال : قد نفدت النفقة !
فقلت : هات حسابك . فرفع حسابا بعشرة دنانير .
قلت : أين الباقى ؟
قال :أشتريت به قماشا قطعته أثوابا .
قلت : من أمرك ؟
قال : يامولاى لاتعجل , فأن أهل المروءات ولأقدار لا يعيبون على غلمانهم اذا فعلوا فعلا يعود على مواليهم بالرفعة والصيت .
فقلت فى نفسى : أنا أشتريت الأصمعى ولم أعلم .
قال أبو العيناء : وكانت فى نفسى أمرأة أردت أن أتزوجها سرا من أبنة عمى .
فقلت له يوما : أفيك خير ؟
قال : اى لعمرى . فأطلعته على الخبر .
فقال : أنا نعم العون لك . فتزوجت المرأة ودفعت له دينارا ,
فقلت له :أشتر لنا كذا وكذا ويكون فيما تشتريه سمك هازبى(2)
فمضى ورجع وقد أشترى سمكا مارماهى ,فغاظنى ,
فقلت له : أليس أمرتك أن تشترى هازبى .
قال : بلى ولكنى رأيتهم يقولون : أن الهازبى يولد السوداء , وأن المارماهى أقل ضررا منه .
فقلت : أنا لم أعلم أنى أشتريت جالينوس(3), وقمت اليه فضربته عشر مقارع ,فلما فرغت من ضربه أخذنى وأخذ المقرعة فضربى سبع مقارع .
وقال : يا مولاى الأدب ثلاث , والسبع فضل وذلك قصاص , فضربتك السبع خوفا عليك من القصاص يوم القيامة .
قال أبو العيناء :فغاظنى جدا فرميته فشججته , فمضى من وقته الى أبنة عمى .
فقال
لها : يا مولاتى أن الدين النصيحة , وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم من
غشنا فليس منا . وأنا يا مولاتى أن مولاى قد تزوج وأستكتمنى ,فلما قلت له
لا بد من تعريف مولاتى الخبر ضربنى بالمقارع وشجنى .
فمنعتنى
بنت عمى من الدخول الدار , وحالت بينى وبين ما فيها , ووقعنافى تخليط ,
وسمته ابنة عمى بالغلام الناصح ,فلم يكن يتهيأ لى أن أكلمه .
فقلت : أعتقه ! لزمنى وقال : الآن وجب حقك على ,ثم أنه أراد الحج , فجهزته وزودته وخرج , فغاب عنى عشرين يوما ورجع !
فقلت له : لم رجعت ؟
قال قطع الطريق وفكرت فاذا الله تعالى يقول من قصص الثقلاء > أدخلوا وأضحكوا Frown

ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ) .
فكنت غير مستطيع , وفكرت فإذا حقك أوجب فرجعت .
ثم أراد الغزو فجهزته أيضا لذلك وشخص , فلما غاب عنى بعت كل ما أملكه بالبصرة من عقار وغيره ,وخرجت عنها خوفا من أن يرجع(4) .

*********************

من طرف hamza28 السبت 14 مارس - 17:36

من قصص الثقلاء > أدخلوا وأضحكوا

من قصص الثقلاء > أدخلوا وأضحكوا

رد: من قصص الثقلاء > أدخلوا وأضحكوا