الفريق الملكي...........في مهمة مع الملك

مدينة مدريد حديثة العهدالأكثر عراقة وتاريخا، ومن كل انحاء العالم،اذا ما ارادوا الاستمتاع بكرة القدم،هذه المدينة الاسبانية تضم اربعة فرق كروية،ريال مدريد،اتلتكو مدريد، خيتافي ورايو فايكانو،وعادة ما تشهد المباريات التي تجمع ما بينها اثارة،خاصة تلك التي تكون بين ريال مدريد واتلتكو،اذ انه يعتبر الأشهر والأقوى بعد لقاء الغريمين الريال وبرشلونة، وقد يكون البعض يضعه ثالثا بعد ديربي كاتالونيا ما بين البرسا واسبانيول، ومنهم من يجعله في المرتبة الرابعة لاعتقادهم بأن ديربي الاندلس بين اشبيلية وبيتيس هو الأقوى.
عموما ايا كان ترتيب المواجهة التي تجمع ريال مدريد واتلتكو فانها ستكون يوم السبت هي محط الأنظار لأنصار الليغا وعشاق الكرة في أنحاء المعمورة، لأسباب كثيرة.
ريال مدريد مستضيف اللقاء يمر بفترة مزدهرة محليا،اذ انه لم يخسر او حتى يتعادل في عشر مباريات متتالية،ولم يكتف بالنتيجة في تلك المباريات،بل كان يقدم اداء راقيا،ومتوازنا ما بين الدفاع والهجوم،وبمناسبة الحديث عن الدفاع،فان السيد راموس مدرب الفريق الملكي سيواجه لاول مرة مشكلة في الخط الخلفي،حيث سيضطر لاجراء تغيير بسيط بسبب غياب المدافع البرتغالي بيبي للايقاف،وكما قرأت فانه سيشرك سيرجيو راموس كقلب دفاع بجانب كانفارو،ويضع سالغادو يمينا وهاينزة شمالا،قد يقول البعض بانه تغيير طفيف،وربما لن يؤثر كثيرا،وانا قد اتفق مع هذا الرأي،لكن ماذا سيكون رأينا عندما نعرف بانه منذ مباراة الفريق مع فياريال بداية شهر يناير،لم يجر المدرب ولو تغييرا واحدا في خط الظهر للفريق،وكان يشرك الرباعي،راموس،بيبي،كانفارو وهاينزة،النقطة السلبية من وجهة نظري في هذا التغيير والتي اتوقع استغلالها من الفريق الخصم في مباراة السبت،مشاركة سالغادو،الذي سيشارك اساسيا لاول مرة في العام الجديد،باستثناء التبديل الوحيد دفاعيا،فانني اتوقع بان السيد راموس،في الوسط هناك توقعات لغياب آخر محتمل من نصيب اللاعب الارجنتيني غاغو،الا انه ليس بجديد،اذ سبق ان غاب عن مباراة اسبانيول،والبديل متوافر وجاهز،ويبدو لي انه سيشرك غوتي في هذه المباراة من البداية، هجوميا لا خوف على اصحاب الارض بوجود المخضرم راؤل والمجتهد هونتلار الضيفين، ومنذ ان استلم دفة القيادة ابيل ريزينو الحارس السابق للفريق،والذي اصبح مشهورا ومعروفا لكثير من الجماهير بعد ان تابعت حارس مان يونايتد فان در سار وهو في طريقه لتحطيم الارقام بالمحافظة على شباكه نظيفة.لان ريزينو عندما كان حارسا لاتلتيكو مدريد لم يدخل مرماه اي هدف لمدة 1275دقيقة،اعود واقول ان ريزينو عندما عين مدربا،والفريق امره عجيب وغريب،مرة فوق ومرة تحت، هو من محبي التغيير في كل مباراة،سواء في التشكيلة، الى درجة انه في مباراة اشبيلية اجلس اغويرو على مقاعد الاحتياط!!وبالطبع دفع الثمن غاليا آنذاك!! او التغيير بالطريقة، والمباريات الاربع التي لعبها الفريق تحت قيادته جرب اربعة، فمرة يتبع اسلوب 4-4-2،مرة4-1-4-1،وفي مباراة اخرى4-2-3-1،وفي مباراة السبت التغييرات قادمة لا محالة مع غياب لاعب الوسط المهاجم راؤول غارسيا بسبب الايقاف،وهو ما يعد ضربة موجعة لريزينو لان غارسيا واحد من اللاعبين القلائل الذين يحرص المدرب ريزينو على اشراكهم من البداية، نقطة وحيدة اكتشفتها في ريزينو من المباريات الاربع التي لعبها انه يطبق نظرية خير وسيلة للدفاع هى الهجوم،وهذا ما جعل معدل الفريق هدفين في كل مباراة.
خبرة وسجل المدرب راموس لا تقارن بالمدرب ريزينو،ولكن كرة القدم غالبا لاتعترف بهذه الامور،ومباريات الديربي بالذات لها حساباتها، فما بالك عندما تتحدث عن (الديربي مدرالينيو) كم يطلق عليه في اسبانيا؟؟
مباراة السبت هي ليست فقط بين فريقين من مدينة واحدة وليست بين رجل عاش مع اوراق التدريب اكثر من خمسة عشر عاما وآخر كل خبرته في هذا المجال خمس سنوات فقط،بل ان هناك مواجهة اخرى بين المهاجم التاريخي راؤول الذي لم يسبق في تاريخ لقاءات الفريقين ان سجل في مرمى اتلتكو وخسر فريقه،وبين ثالث هدافي الليغا دييغو فورلان،ومنافسة اخرى ستكون بين العملاق كاسياس،وبين حارس آخر يريد ان يثبت بانه عملاق ايضا ليو فرانكو وهي صراع بين فريق ملكي من طرف وملك واعني به اغويرو من طرف آخر.
مباراة السبت بين جمهور يريد لافراحه وانتصارات فريقه بالدوري ان تستمر، وجهمور ينادي الثار....الثار،ويتمنى اعادة سيناريو عام 1999 عندما فاز الكولكونيروز وقتها بثلاثية.
ملعب سنتياغو برنابيو،الانظار عليه ستكون من كل حدب وصوب،ولاننسى البرشلونيين الذين يتمنون ان يلقن اتلتكو مضيفهم الريال درسا لن ينسوه،كما حصل مع الكتالونيين أنفسهم. مقارنة بالعواصم الأوروبية الاخرى، بيد انها كانت وستبقى قبلة لمواطني مدن أوروبا