بحث حول التوافق والانسجام في البيئة العمرانية في ظل انتشار اللافتات التجارية

التوافق والانسجام في البيئة العمرانية في ظل انتشار اللافتات التجارية

ملخص:
غزت اللافتات التجارية الشوارع والطرقات والأماكن العامة وأصبحت أحد سمات
المدينة السعودية الحديثة. يهدف البحث إلى إعادة التوافق البصري والانسجام
إلى البيئة العمرانية في ظل انتشار اللافتات التجارية. يشمل البحث ثلاثة
أجزاء رئيسيه: يناقش الجزء الأول أهمية التوافق البصري في البيئة
العمرانية، ويركز الجزء الثاني على مفاهيم التوافق البصري والنواحي
الجمالية، بينما يركز الجزء الثالث على الجوانب القانونية لتنظيم
اللافتات. خلصت الدراسة بعدة توصيات لاستخدام اللافتات بشكل فاعل كوسيلة
للاتصال وفي نفس الوقت الحفاظ على التوافق البصري والانسجام في البيئة
العمرانية.

مفتاح الكلمات: اللافتات، الاعلانات، التلوث البصري، الطابع العمراني، البيئة العمرانية، حاضرة الدمام.
مقدمة:
أصبح الحفاظ على الطابع العمراني وإبراز الهوية الإسلامية هاجس المتخصصين
في مجال العمران في العقدين الماضيين. عقدت الندوات العلمية المتخصصة
وتوالت الأبحاث وارتفعت الأصوات المنادية بتأصيل هذه القيم في البيئة
العمرانية في المدن الإسلامية (The Aqa Khan Awardtor Architecture
1978م)، (المعهد العربي لإنماء المدن، 1981)، (جامعة الملك سعود، 1986،
منظمة المدن العربية، 1986).
تمخضت هذه الجهود عن محاولات للحفاظ على المباني والأحياء التاريخية وتبني
الطابع العمراني المحلي في المشاريع الحديثة. بغض النظر عن مدى النجاح في
هذا المجال إلا أنه أصبح هناك وعي اجتماعي واتفاق بين المتخصصين على
أهميته. (أكبر 1992، جامعة الأزهر 1995، الحريقي 1419هـ).
رغم هذه الصحوة استمرت اللافتات التجارية في غزو الشوارع والطرقات
والميادين في بعض المدن الإسلامية. على سبيل المثال طغت هذه العناصر على
المدينة السعودية أصبحت أحد سماتها. مما لا شك فيه أن هذه الظاهره الدخيلة
على البيئة لم تهدد الطابع العمراني والهوية الإسلامية فحسب بل شكلت
تلوثاً بصرياً.
لم تعطى هذه الظاهرة الاهتمام الذي تستحقه من قبل الباحثين والمهمتين في
علوم العمران. في حين أن القطاع الخاص توسع في أستخدام اللافتات الإعلانية
كأحد وسائل التسويق و ترويج السلع والخدمات الذي صاحب التطور الاقتصادي
وحرية التجارة. الأمانات والبلديات باركت هذا التوجه وأعتبرت الرسوم التى
تتقاضها من اللافتات أحد مصادر تنمية مواردها المالية.
يهدف البحث إلى مناقشة التوافق والانسجام في البيئة العمرانية في ظل
انتشار اللافتات التجارية كأحد العناصر العمرانية المفروضة عليها حديثاً.
يتطلب هدف الدراسة تحقيق الغايات التالية:
- مناقشة أهمية التوافق البصري في البيئة العمرانية.
- أستعراض مفاهيم التوافق البصري والنواحي الجمالية في البيئة.
- مناقشة الجوانب القانونية لتنظيم اللافتات التجارية.
- عرض النتائج والتوصيات.

تنقسم لافتات الطرق إلى نوعين: لافتات إرشادية ولافتات تجارية. تهدف
اللافتات الإرشادية إلى الأعلام عن الأماكن والنشاطات وتوجيه مستخدمي
الطرق. أما اللافتات التجارية تهدف بالدرجة الأولى إلى ترويج السلع
والخدمات والتي لا تدلل بالضرورة على مكان تقديم السلعة أو الخدمة. تشمل
اللافتات التجارية كل ما يقصد به الدعاية أو الترويج كتابة أو نقشاً أو
شكلاً لاسم تجاري أو صناعي أو مهني أو منتج أو خدمة (بلدية الكويت 1996م ،
بلدية مسقط 1993م، Cullingworth 1982).

تقتصر الدراسة على اللافتات التجارية وتأثيرها على الانسجام في البيئة
العمرانية. وتعطى أمثلة من حاضرة الدمام كنموذج للمدينة الإسلامية
المعاصرة. تتكون الدراسة من أربعة أجزاء رئيسة: يناقش الجزء الأول أهمية
التوافق البصري في البيئة العمرانية، ويركز الجزء الثاني على مفاهيم
التوافق البصري والنواحي الجمالية، بينما يركز الجزء الثالث على الجوانب
القانونية لتنظيم اللافتات، أما الجزء الأخير فقد خصص لعرض النتائج
والتوصيات

أولاً: أهمية التوافق البصري في البيئة العمرانية:
أكدت الدراسات البصرية أهمية التناسق (Coherence) والتنوع (diversity) في
البيئة العمرانية. التناسق يعطى البيئة هويتها والإحساس في المكان والتنوع
يشد الانتباه ويبعد الملل ويساعد على التعرف علـى البيئة المشيدة (Nasar
and Hong,1999).
الحفاظ على البيئة أحد أهم الموضوعات التي يعنى بها التخطيط الحضري، حيث
يركز على التقليل من السلبيات التي تلحقها الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية
على البيئة العمرانية. يشمل ذلك التقليل من المخاطر البيئية التي قد تؤثر
على حياة الإنسان واستغلال الموارد. إضافة إلى ذلك تحقيق التناسق
والانسجام البصري والاهتمام بالنواحي الجمالية (شكل 1،2). وهي مسألة بلا
شك غير سهلة بل أنها معقدة للغاية.
تعزى الصعوبة في التعامل مع البيئة إلى عدة أسباب أهمها: أن المؤثرات
البيئية معقدة ومتداخلة ويصعب الإلمام بها بشكل كامل. فالحل لأحد المشاكل
البيئة قد يسبب مشكلة بيئية أخرى. إضافة إلى ذلك المشاكل البيئة لا
تحتويها ولا تلزمها الحدود السياسية والإدارية مما قد يؤدي إلى أثارة
خلافات سياسية حادة (Levy, 1994.P.243).
الحفاظ على البيئة من جهة أخرى يحتم تحقيق التوازن بين الأهداف البيئية
والتنمية الاقتصادية والاجتماعية حتى يحقق المجتمع طموحاته. هذا قد يستوجب
تكاليف اقتصادية (زيادة الضرائب أو ارتفاع تكاليف المعيشة) يتحملها
المجتمع للحفاظ على جودة البيئة. يشير لفي إن الحفاظ على جودة البيئة
يتأتى من خلال التحكم بكثافة ونوع ومكان التنمية. لذلك سعت كثير من الدول
للحد من المؤثرات السلبية على البيئة بسن التشريعات والأنظمة
(Levy,1994,P.250).


لتحميل البحث اضغط عغللا الرابط التالي

هنا


تحياتي وامنياني بالتوفيق للجميع

بارك الله فيك على ما تقدمه للمنتدى