أكثـر من 700 شهيد و3100 جريح

أرجأ مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، مساء أمس، التصويت على إصدار أمر للقوات المسلحة بتنفيذ المرحلة الثالثة من عملية ''الرصاص المصهور''، بدخول المراكز السكانية في قطاع غزة، لكنه أيد استمرار الهجوم البري والجوي والبحري. هذا في وقت استمرت العمليات العسكرية ضد غزة مما جعل حصيلة الشهداء ترتفع
إلى أكثـر من 700 وإصابة حوالي 3100 آخرين.
قالت مصادر إسرائيلية إن الوزراء ناقشوا ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستنفذ ''المرحلة الثالثة'' من الهجوم أم لا، لكنهم قرروا إرجاء القرار إلى أجل غير مسمى.
وقال المجلس الوزاري المصغر إن إسرائيل تعتقد أن الأهداف المحددة لعملية غزة لم تتحقق بعد، لذلك فإن الجيش سيواصل هجماته البرية.
وكان وقف الغارات الذي أعلنت عنه سلطات الاحتلال بعد ظهر أمس ولمدة ثلاث ساعات، قد أدى إلى خروج مئات السيارات وآلاف المواطنين لقضاء حاجاتهم وتفقد منازلهم التي هجروها وزيارة المستشفيات ودفن الموتى، حيث خرج عشرات الآلاف من جماهير شمال غزة لتشييع 45 شهيدا من ضحايا مجزرة مدرسة الفاخورة في معسكر جباليا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء والشيوخ. وانطلق المشيعون من مستشفى كمال عدوان شمالي غزة في اتجاه مدرسة الفاخورة لأداء الصلاة، ومن ثم انطلقوا إلى مقبرتي الصفطاوي ومعسكر جباليا لمواراتهم الثرى، مرددين هتافات منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبين المجتمع الدولي والعربي بنصرة أهل غزة، ومحاكمة إسرائيل.
وبعد انتهاء المهلة المحددة عادت الطائرات لتنفيذ غاراتها خاصة في شمال شرق وشمال غزة، حيث سقط معها المزيد من الشهداء. وأفادت المصادر الطبية أن الحصيلة ارتفعت إلى 700 شهيد، نصفهم من النساء والأطفال، ونحو3100 جريح. وفي محور صلاح الدين بمدينة رفح، أفادت المصادر أن إسرائيل هدمت عشرات منازل السكان بحجة هدم الأنفاق.
سياسياً، وبعد الإعلان عن ردود فعل إيجابية على المبادرة المصرية - الفرنسية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قدّر القيادي في حركة حماس، غازي حمد، أن الأجواء إيجابية باتجاه تهدئة ووقف إطلاق النار، كما لفت الانتباه إلى جهود كبيرة من جانب مصر وتركيا وفرنسا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح أنه يمكن القول بأنه وخلال الأسبوع يمكن تحقيق ذلك وأن الفرصة مهيأة لنجاح الجهود الدبلوماسية.
غير أن ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، اعتبرت بأن إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار لثلاث ساعات بمثابة مصيدة للمقاومة لاستدراج تحركاتهم، مؤكدة أن هذه الأساليب لا تنطلي على فصائل المقاومة.
وأكدت الألوية، في بيان لها، بأن هذه التهدئة من طرف واحد ولا علاقة لهم بها، مجددة رفضها الحديث عن أي تهدئة إذا لم يتم وقف العدوان.
وضمن أعمال المقاومة، فقد أعلنت المقاومة قيامها بالعديد من العمليات ضد العدو كتفجير عبوات ناسفة ضد دبابة ''ميركافا ''4 وقصف بـ''الأربيجي'' ضد قوات إسرائيلية. واعترفت إسرائيل بمقتل 7 جنود وجرح 90 آخرين منذ بدء العملية البرية، كما اعترفت أمس بسقوط عشرين صاروخا من نوع ''غراد'' و''قسام'' يوم أمس، سقطت في مدن بئر السبع وعسقلان.. وتحدثت المصادر عن خسائر طفيفة وحالات هلع، بينما وقعت أضرار في منزلين.