حصاد الكبار فى 2008

العديد من الأحداث الرياضية والكروية نقلت هذا العام على شاشة القنوات الفضائية المفتوحة والمشفرة على حدٍ سواء، والواقع يقول ان أبرز شبكتين في الشرق الأوسط يجيدا نقل الأحداث الرياضية بصورة حصرية هما الجزيرة الرياضية وراديو وتليفزيون العرب ART، لهذا سنتحدث عنهما اليوم وسنضع أمامكم صورة مختصرة عما قدماه في عام 2008، وما لهم وما عليهم.

لا شك ان قناة الجزيرة الرياضية القطرية هي الأفضل على الإطلاق لعام 2008 في نقل جُل الأحداث الرياضية والكروية، بدايةً من بطولة الدوري الإسباني والإيطالي والهولندي والأرجنتيني وصولاً بالبطولات القارية ككأس الأمم الأوروبية 2008 في سويسرا والنمسا ثم أولمبياد بكين 2008 والتي نقلت على مختلف المحطات والقنوات الفضائية والأرضية العربية إلا ان الجزيرة نجحت في نقلها بالصورة والكلمة كما فعلت في بطولة لوران جاروس للتنس.

وكان المعلق المصري أحمد الطيب هو الأكثر تألقاً من بين المعلقين المشاركين في التعليق على بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008 والتي نقلتها الجزيرة حصرياً، فقد نجح الطيب بأشعاره الجميلة وتعليقاته خفيفة الظل "كتيكيت إيزي تيكيت إيزي الأتراك عادوا يا عزيزي، والله عليك تسلم رجيلك" بخطف الأضواء من المعلقين الأساسيين في القناة إلا ان إدارة الجزيرة بقراراً غريب إستبعدته من التعليق على الدورين قبل النهائي والنهائي من البطولة مما خلق علامة إستفهام كبيرة لدىّ متابعي البطولة على وجود يوسف سيف كالعادة في كل النهائيات.

وشهدت هذه البطولة عدة إكتشافات جديدة في كادر عمل القناة خاصةً في مجال المراسلة من قلب الحدث، حيث توهج كلٍ من "محمد سعدون الكواري ولحدان الفيحاني وباسل طبال" في نقل كل صغيرة وكبيرة عن يورو 2008، وما قدمته الجزيرة من عمل جبار يستحقون عليه التقدير والإحترام في هذا العام سواء من ناحية المراسلة أو تقديم النشرات الإخبارية دفع الكثيرون للتغاضي عن الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه قبل بدء يورو 2008 بقطع إشارتهم عن مشتركي شبكة أوروبيت فجأة دون سابق إنذار أو تحذير أو تنويه، فقرار قطع الإشارة عن أوربيت أدى لتفاقم الزاحم آنذاك عند منافذ بيع بطاقات الجزيرة الرياضية المشفرة في كل أصقاع الوطن العربي لرغبة الجميع في متابعة يورو 2008.

وقدمت الجزيرة الرياضية هذا العام برنامجاً جديداً من نوعه يدعى "مشروع معلق"، لإختبار المعلقين العرب الشبان، وعمل في لجنته التحكيمية الإعلامي المصري الكبير "فهمي عمر"، وكان فهمي أبرز المصريين المتواجدين فيه حيث فشل كل المصريين المشاركين في فرض أنفسهم وإثبات قدراتهم، فقد خرج أربعة مصريين من المراحل الأولى وهم: "أحمد عطا ومحمد بخاتي وأحمد أبو زيد ومحمد عبد المنعم"، ولم يجاملهم بتاتاً فهمي عمر بل كان قاسياً عليهم.

وفي هذا العام لم يستطع المعلقين المصريين العاملين في الجزيرة الحصول على مباراة القمة الإسبانية بين ريال مدريد وبرشلونة، ففي شهر إبريل الماضي علق عليها القطري "يوسف سيف" رغم إنشغاله في لجنة تحكيم مشروع معلق فأعتقد البعض ان معلقاً جديداً بدلاً منه سيعلق على الكلاسيكو إلا ان شيئاً من هذا لم يحدث، ومنتصف شهر ديسمبر قام نفس المعلق بالتعليق على الكلاسيكو وكأنها باتت حكراً على يوسف سيف ..، أما أكبر إنجاز حققه معلق مصري فكان لعلي محمد علي بتعليقه على مباراة القمة الإيطالية بين إي سي ميلان وإنتر ميلان الموسم الماضي، وكانت أكبر مباراة يعلق عليها المعلق المتميز جداً "حاتم باطيشة" بين فالنسيا وإشبيلية وظلت مباريات القمة الثانية في إسبانيا بين فالنسيا وريال مدريد وإشبيلية وريال مدريد حكراً على أيمن جادة والأخضر بريش.، ما يدل على قصور في توزيع المباريات على المعلقين، وما يؤكد ذلك حادثة تألق الطيب بشدة في يورو 2008 ثم إستبعاده من التعليق على النهائي فجأة.، فقد حصل الطيب في إستفتاء أفضل معلق في اليورو على المركز الأول في أكثر من موقع إلكتروني.

وكانت منافسة الجزيرة الرياضية في الوطن العربي شبكة راديو وتليفزيون العرب ART غارقة في نقلها لأهم الأحداث الإفريقية بإستثناء نقلها لبعض المباريات الضعيفة من الدوري الإيطالي الموسم الماضي، ثم نقلها للدوري الفرنسي الذي لا يتابعه الكثيرون في الوطن العربي لا سيما وانه منقولاً على الجزيرة الرياضية الأولى "مجاناً"!

فعلت شبكة ART ما عليها في نقل أهم الأحداث الإفريقية لكن كان بالإمكان أفضل مما كان، خاصةً ببطولتي كأس الأمم الإفريقية في غانا ودوري أبطال إفريقيا، فلم تنقل الشبكة البطولتين من قلب الحدث، فقناة وليدة كالأهلي ومودرن سبورت نافسوها بقوة في مسألة التغطية من قلب الحدث رغم إمكانياتهم المتواضعة نظراً لقصر أعمارهما في المجال عكس ART التي تعتبر الشبكة الرائدة في نقل الأحداث الرياضية في تاريخ الوطن العربي، ومع ذلك كان للقناة تألقاً لافتاً بوجود المحلل المجتهد جداً "خالد بيومي" والذي أمتع المشاهدين بتحليلاته القيمة، فقلما ما يتابع المشاهد العربي الاستوديو التحليلي بعد انتهاء المباراة لكن عقلية بيومي التحليلية تجبر عدداً كبيراً لمتابعته لدرجة أننا في "الكورة اليوم" دائماً ما نهتم بتحليلاته ونرصدها لكم عبر صفحة على الهوا.

وأنقذت الشبكة عامها من الضياع في عدم نقل الأحداث من قلبها، ببعثها لأكثر من مراسل مع بعثة النادي الأهلي المصري في كأس العالم للأندية في اليابان 2008 كان المصري "تامر صقر" أبرزهم إضافة لأستوديو تحليلي أنيق للغاية بقيادة الإعلامي الليبي حازم الكاديكي، وخسرت ART جزء كبير من مشاهديها مطلع الموسم الكروي الجديد 2008/2009 بإنتهاء بثهم للدوري الإيطالي ورحيل المعلق التونسي الكبير "رءوف خليف" عنها وتعاقده مع شبكة الشو تايم.، ولم تكن تلك الخسائر الوحيد لART فقد تعرض مصورها في المغرب للضرب من قبل لاعب إتحاد جدة السعودي "أسامة المولد" في مباراة الرجاء البيضاوي وإتحاد جدة بدوري أبطال العرب.

اخيراً مع قناة الشو سبورت التابعة لشبكة الشو تايم فقد تألقت بنقل الدوري الإنجليزي من قلب الحدث بتقديم متميز من مقدم الاستوديو التحليلي "علي علوية" ولكن القناة ضعيفة في مسألة تحليل مباريات البطولة بتحليلات قليلة غير مفيدة وغير عميقة عكس ما يحدث في شبكة راديو وتليفزيون العرب التي حافظت على رونقها في مسألة التحليل قبل وبعد المباريات بقيادة خالد بيومي وطاهر ابو زيد وخالد الشنيف وخبير التحكيم محمد فودة. أما بخصوص التحليل في الجزيرة الرياضية ينقصه بعض الكماليات التي كانت تقدمها القناة في يورو 2008 واختفت بعد انتهاء الحدث؟

كانت هذه أبرز الأحداث التي مرت على أبرز الشبكات الرياضية العربية لعام 2008 على أمل ان نجد منهم الأفضل العام المقبل بتلافيهم لأخطائهم الماضية.