التونسي مستعد لشهر رمضان 1432 هجري ، بعد ثورة 14 يناير 2011 بقلم الكاتب الصحفي : رضا سالم الصامت

رمضان هذا العام يأتينا في ظرف يمر فيه الشعب التونسي بعد ثورة 14 يناير 2011 بحذر بسبب كثرة الاعتصامات و توقف المؤسسات عن العمل و نقص في السيولة . بحيث هناك مخاوف من غلاء المعيشة في أول رمضان بعد الثورة شهر رمضان نهارُهُ مصونٌ بالصيام، وليلُهُ معمورٌ بالقيام، هبَّت فيه رياحُ الأنسِ بالله ، وجَادَتْ الأنفسُ بما عندها نحو الله . فبَارَك الله لنا ولكم في رمضان ، وأدخله الله علينا وعليكم وعلى الأمّة الإسلامية جميعا باليمن والخير والبركات ، وفقنا الله وإياكم وعوائلكم لصيامه وقيامه إيمانا واحتسابا إنّه سميع قريب مجيب الدعوات .. التونسي مستعد لهذا الشهر الكريم ففي العادة شهرأغسطس هو شهر الاصطياف والمهرجانات والأعراس والمناسبات العائلية التي لا تنتهي.
ولكن التونسي مع شهر الصيام يتوقف عن الاصطياف و عن الأعراس ، و يهتم برمضان ، لكن كلّ بحسب قدرته الشرائية.
و بشكل عام، يحرص التونسيون على الإعداد في شكل مميّز لهذا الشهر الذي يعتبره كثيرون شهر البركة والرحمة والرزق الوفير؛ تزدحم المحلات والفضاءات التجارية الكبرى أياماً قبل حلوله، ويكثر الطلب على مواد بذاتها، و لتفادي أي نقص فان التونسي مسالم بطبعه يريد من خلال هذا الشهر المبارك رمضان 1432 هجري أن يفتح صفحة جديدة مع ما تحقق و سيتحقق بفضل ثورة 14 يناير 2011 التي أطاحت بنظام بن علي البوليسي ،الذي نهب أموال الشعب . يريد أن يفتح أيضا صفحة ناصعة البياض مع خالقه و يطهر نفسه و يمد يده لأشقائه الليبين الذين يتوافدون عبر رأس جدير للبر التونسي هربا من رصاص و قتل كتائب القذافي لهم فيستقبلونهم في بيوتهم و يتقاسمون معهم الرغيف و يقفون إلى جانبهم في محنتهم .
التونسي واع و مدرك تماما و هو ضد أعمال التبذير و الإسراف و شراء المواد الاستهلاكية بزيادة عن الاحتياجات و تخزين اللحوم و الخضر و الغلال فبرغم الثورة كل شيء في الأسواق متوفر ، رغم غلاء الأسعار..
لكن وكما هو معروف إذا زاد الطلب عند سعر محدد لسلعة معينه أكثر من العرض فأن السلعة ستنفذ ويبدأ سعرها في الارتفاع وذلك لغلبة الطلب على العرض والعكس صحيح إذا انخفض الطلب على السلع مع زيادة العرض بالتأكيد سينخفض سعر السلعة مع الافتراض أن هنالك سوق تنافسي , وهنالك كثيرون من يفهمون هذا الشهر بشكل خاطئ , فهو بالنسبة لهم للمأكل والمشرب والسهر في المقاهي لطلوع الفجر , و هو ما يترتب عن هذا الوضع بعض المتاعب ربما لتغير العادات وخاصة في بداية الصيام ,وأن هنالك حاجات فسيولوجية يحتاجها الجسم لا بد منها مثل الأكل والشرب على الأقل , لكن يجب التغلب عليها وان نجاهد أنفسنا لكبحها إرضاءً لله ولطلب رحمته سبحانه وتعالى وأن في الصيام الصحة كما قال عليه الصلاة والسلام (صوموا تصحوا ). ويجب أن يتغلب الطابع الروحي على الطابع الجسدي , وأن ثمة شعور عظيم يشعر به الصائم لا يشعر به أحداً سواه أنه الخلود وراحة النفس والطمأنينة , والشعور مع الآخرين ومساعدتهم وخاصة الفقراء والمحتاجين , وبذل الجُهد في كل ما هو مفيد .
يجب علينا أن نعتبر شهر رمضان شهر للعبادة وأن يكون مثله كمثل أي شهر من شهور السنة وأن نهتم بالعبادات وننصرف عن الطعام والشراب ونأكل ونشرب كِفافاً لنستطيع أن نقوم بواجباتنا الدينية و العملية على الوجه الأكمل . و خير ما نختم به المقال قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
سورة البقرة * صدق الله العظيم
* رضا سالم الصامت / مستشار إعلامي بوكالة " واد " الإخبارية الدولية الأردنية مكتب تمثيلها بتونس

اللهم بلغنا رمضان ووفقنا لصيامه وقيامه والطاعة فيه انك مجيب الداعي اذا دعا و من صام مخلصا و صدق و أعطى ....[b]