رجل يشكر الله على كل مخلوقاته

كان رجل يملك مطحنة لطحن الحبوب بكل أنواعها وكان يحزن الحبوب في محزن خلف المطحنة... ويذهب كل يوم صباحاً إلى المخزن ليخرج بعضاً من الأكياس ليطحنها ويبيعها إلى الناس.... وفي ذلك الصباح وكالعادة... ذهب إلى المخزن لجلب أكياس الحبوب إلا أنه فوجئ بمنظر غريب... فقد وجد أحد الأكياس الذي تركه مفتوحاً ليلاً... وقد سقطت منه بضع حبات على الأرض... على الرغم من أنه كان مستقيماً ولا يمكن سقوط تلك الحبات منه... وما هي إلا لحظات... وبينما هو واقف إلى جانب أحد الأكياس الأخرى... إذا به يرى نحلة عسل كبيرة قليلاً... جاءت ووقفت على الكيس... التقطت إحدى الحبات منه فأقسم أن يقتلها جزاء فعلتها... ذهب من ورائها ليباغتها وهي تحمل تلك الحبة على أمل أن تقف في مكان ما ليضربها فيه... إلا أنه فوجئ بها تدخل خلف أحد الأكياس... ومعها الحبة فنظر بهدوء إلى ما وراء الكيس وإذا به يرى عصفوراً مسكيناً أعمى لا يبصر... وقد ألقت إليه النحلة بتلك الحبة ثم طارت مرة أخرى وبدأ العصفور يأكل حبة الفمح... كررت النحلة العملية نفسها وجلبت له حبة أخرى وأخرى... ولأنه كان ضريراً كانت ترميها بالقرب منه ويلتقطها هو بمنقاره، حينها ذهل الرجل لموقف النحلة من العصفور الأعمى وقال متمتماً : سبحانه تعالى هو من جعل رزق هذا العصفور المسكين لا ينقطع عنه... ويصله كل يوم من خلال هذه النحلة التي جعلها الرب سبباً لرزقه... من خلال إيحاء رب العزة لها بهذه العملية كل لحظة... لإطعام العصفور الضرير... شعر الرجل بمقدار رحمة الرب بمخلوقاته وكيف إنه يراعي كل مخلوق سواء كان صغيراً كان أم كبيراً ويسخر له الأسباب للعيش والرزق من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب... وأحس كم كانت فرحة الطائر المسكين بالحبوب التي تلقى إليه من النحلة وكم أن عظمة الرب جعلت النحلة أداة خير وسبباً لعيش هذا العصفور... وحينها تراجع عن قتل النحلة ووضع الكيس بالقرب من مخبأ العصفور لكي يسهل على النحلة مهمتها عند التقاط الحبة ورميها له... فبدلاً من أن تطير مسافة طويلة جعلها تلتقط الحبة بالقرب من المخبأ وترميها إلى العصفور... بعدها حمد الرجل ربه على نعمه على مخلوقاته وسجد لله شاكراً اعترافاً بفضله ورحمته على جميع مخلوقاته.

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

بارك الله فيك