من يوقف الاستيطان؟

ميتشل يهرول إلى منطقة الشرق الأوسط في الجولة الألف لربط خيوط الحوار المستحيل بين الأضداد، وقد وافقت الجامعة العربية على مواصلة ''التفاوض غير المباشر''. وهرول وراءه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، فتعانق مع بيريس وأعطاهم -للإنس والجن- الضمانات الأمريكية في الوقوف وراء إسرائيل ''ظالمة أو مظلومة''.
وقبل أن يرتد إليه طرفه باغته الوزير الإسرائيلي للسكن بقرار إنشاء مستوطنة جديدة بالقدس. وعبر له رئيس الحكومة نتانياهو عن ''أسفه'' عن مواصلة الاستيطان بإنشاء أخرى جديدة تشمل 50 ألف سكن. وعلق المعلقون ولفقوا التهمة لحزب ''شاس'' المتطرف الذي تعشش في وزارة الداخلية فأضحي يجر نتانياهو من عنقه ككبش التضحية.
الآن وقد حصل ما حصل، ما العمل وقد جاءت التنديدات من الأمم المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي ومن بني قينقاع؟ ونذكر جميعا حين تنقل نتانياهو إلى واشنطن والتقى بأوباما، وأكد هذا الأخير على توقيف المستوطنات، فيما كان الإسرائيلي يحدثه عن إيران. وعلق ماكين على المشهد عندما قال: ''إذا كان الرئيس أوباما يعرف أنه لا يستطيع توقيف الاستيطان فلا داعي لمطالبة إسرائيل بذلك''. وكان هذا أحسن تعبير صدر عن أمريكي يدرك أن القوس أوباما سيغلق نهائيا بعد سنتين على الأرجح. وربما أوباما نفسه يعرف أنه لن يغير الأشياء لأنه ضيع اللحظات الأولى من حكمه في التجوال. الآن وقد تبدد الحلم فعليه مسايرة الأمور حتى تنتهي عهدته ويأتي من بعده من يستطيع اتخاذ القرارات.
أمام هذا الوضع السريالي لم يبق غير صوت نجاد يدوي ويوقظ الأموات. فهذا الأخير لا يفتي كثيرا في البحث عن الحلول المستحيلة كما يفعل أوباما وساركوزي والألمانية الأخرى. إسرائيل تتجه نحو الزوال لأن سياسة الهروب إلى الأمام التي انتهجتها بعدم احترام القانون الدولي جعلها لا تختلف كثيرا عن السياسة التي انتهجها هيتلر في وقته. عندما لا يراعي شخص أو هيئة وحكومة القانون الذي يضمن الحقوق والواجبات يفعل ما يشاء حتي تقع الواقعة.
أما فيما يخص نتانياهو فلا تشفع له ''التيهوديت''. يتأسف عن قرار اتخذته حكومته في مواصلة الاستيطان، ويتأسف عما يصدر من وزيره للخارجية ويبقي في المنصب، بل يبرر التطرف ويزايد. يقال إنه وقع تحت ضغط المتطرفين الذين لا يعترفون بالقوانين التي وضعها البشر. وأنه يخاف حتى على حياته إذا خالفهم. لكن... ماذا يفعل هذا الأمريكي -ينحدر نتانياهو من الجالية الأمريكية- في وسط بدائي؟ أو لم يعرف بعد ما ينوي فعله هؤلاء؟

harichane_a@yahoo.fr

امين يارب العالمين