دخول
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الإمبراطور | ||||
البرهومي | ||||
hamza28 | ||||
nabil ess | ||||
HèÂrt WhîSpèr | ||||
LAMARQUISE | ||||
karim1980 | ||||
AimeRoo | ||||
Numidia | ||||
عاشقة التحدي |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 391 بتاريخ الأربعاء 25 سبتمبر - 13:42
.: عدد زوار المنتدى :.
سلسلة رجال أولاد عدي لقبالة 2/الأديب موسى الأحمدي نويوات
صفحة 1 من اصل 1
سلسلة رجال أولاد عدي لقبالة 2/الأديب موسى الأحمدي نويوات
ـ حياته :
1- نسبه، ولادته :
هو موسى بن محمد بن الملياني بن النوي بن عبد الله بن عمر بن أحمد الأحمدي بن محمد بن سعيد بن حمادة بن ابراهيم بن عيسى بن يحي ([1])بن لخضر! بن صلة .ولد في 15 يناير من سنة 1900م وذلك بمنطقة أولاد عدي لقبالة بضواحي المسيلة، ويذكر الشيخ : أنه ولد بعد ست سنوات من يوم أن قطعت والدته الولادة، وقبل ولادته حدثت لأمه قصة يرويها فيقول :"إن امرأتين من أولاد سيدي حملة تجولان الأحياء ولما جاءتا إلى منزل الوالدة قالتا لها : قدِّمي للحمارتين التبن و الشعير رزقك الله بولد، فضحكت الوالدة، فقالتا لها: ممَّ تضحكين ؟ فقالت: يا ضيفتي العزيزتين إني عجوز توقفت عن الولادة منذ ست سنوات. فقالت لها المرأتان: نسأل الله الوهاب الرزاق أن يرزقك ولدا ويجيئك عالما أو ظالما. فكنت أنا المرزوق..! ".
فهو أصغر إخوته الأحد عشر، ولدوا كلهم في القرن التاسع عشر .
2 - نشأته وتعليمه :
لم تُرِد الأقدار أن ينشأ هذا الطفل كإخوته راعي إبل أو شاة، أو فالحا لقطعة أرض قليل عطاؤها ..بل شاءت الأقدار أن تنتقل الأسرة التي كانت تسكن الخيام وتتتبع مواقع الغيث ومنابت الكلأ إلى موضع يسمى ( السعدة ) بالقرب من "سيدي عقبة"، وهناك يتعلم الطفل القراءة و الكتابة، ويتابع حفظ القرآن بجامع عقبة بن نافع ـ رضي الله عنه.
وبعد وقت ليس بكثير غادرت أسرته سيدي عقبة، وتُرك الطفل الذي نذره والده للعلم عند رجل محسن يسمى بـ "العلمي" تكفَّل بإيوائه، والقيام بتعليمه على نفقته .
وما أن أصبح الصبي يفرق بين الحروف، ويصوغ الجُمل طاوعته نفسه أن يكتب إلى أهله رسالة خربش حروفها، ورصف كلماتها كيفما اتفق ..وأرسلها إلى أهله. يقول الشيخ :"ولما وصلت إلى والدي ركب فرسا وراح يجوب القرية يبحث عمن يقرأ له تلك الرسالة، فلم يفهم أي قارئ ما كتبت فيها ..وعاد والدي إلى المنزل مسرورا وقال لوالدتي: إن ابننا صار طالبا ممتازا، لقد عجز " الطُلْبَة " أن يفهموا ما كتب لأنهم دونه في الفهم!!".
وهذه الحادثة تركت في نفس الطفل أثرا بالغا شجعه على مواصلة الكتابة التي بقي مواضبا عليها إلى آخر أيام من حياته .
مكث التلميذ في سيدي عقبة سنتين ثم عاد إلى الحضنة فمكث بها مدة ثم ذهب إلى برج الغدير " ليتم حفظ القرآن، ويتابع دراسة الفقه و التوحيد و النحو على يد الشيخ محمد أرزقي بزاوية الحاج السعيد بن الأطرش.ويصف الشيخ الأحمدي شيخ الزاوية الحاج السعيد بن الأطرش فيقول :" كان عالما صالحا متعبدا، ذاكرا لله قليلا من الليل ما يهجع، وقد امتزجت كلمة ( لاإله إلا الله ) مع لحمه ودمه،وصار لا يستطيع منع لسانه من ذكرها، حتى وهو نائم غائب عن الشعور تسمعه يلهج بها لسانه. حجَّ ست حجات، وقرأ في طريقه إلى الأماكن المقدسة على الشيخ " عليش" مفتي الديار المصرية،وقد جلب
من مصر مكتبة ضخمة فيها من جميع الفنون، وألَّف كتابا في القراءات طبع بمصر وفيه قلت قصيدة لا أذكر منها إلا قولي :
وزار شفيع الخلق ستًّا ولو بقت له فُسحة في العمر يمَّمه عشرَا
توفي رحمه الله بعد أن صلى العشاء ليلة الجمعة ليلة المولد النبوي على الساعة الثانية ليلا سنة 1336هـ،1917م.".
1- نسبه، ولادته :
هو موسى بن محمد بن الملياني بن النوي بن عبد الله بن عمر بن أحمد الأحمدي بن محمد بن سعيد بن حمادة بن ابراهيم بن عيسى بن يحي ([1])بن لخضر! بن صلة .ولد في 15 يناير من سنة 1900م وذلك بمنطقة أولاد عدي لقبالة بضواحي المسيلة، ويذكر الشيخ : أنه ولد بعد ست سنوات من يوم أن قطعت والدته الولادة، وقبل ولادته حدثت لأمه قصة يرويها فيقول :"إن امرأتين من أولاد سيدي حملة تجولان الأحياء ولما جاءتا إلى منزل الوالدة قالتا لها : قدِّمي للحمارتين التبن و الشعير رزقك الله بولد، فضحكت الوالدة، فقالتا لها: ممَّ تضحكين ؟ فقالت: يا ضيفتي العزيزتين إني عجوز توقفت عن الولادة منذ ست سنوات. فقالت لها المرأتان: نسأل الله الوهاب الرزاق أن يرزقك ولدا ويجيئك عالما أو ظالما. فكنت أنا المرزوق..! ".
فهو أصغر إخوته الأحد عشر، ولدوا كلهم في القرن التاسع عشر .
2 - نشأته وتعليمه :
لم تُرِد الأقدار أن ينشأ هذا الطفل كإخوته راعي إبل أو شاة، أو فالحا لقطعة أرض قليل عطاؤها ..بل شاءت الأقدار أن تنتقل الأسرة التي كانت تسكن الخيام وتتتبع مواقع الغيث ومنابت الكلأ إلى موضع يسمى ( السعدة ) بالقرب من "سيدي عقبة"، وهناك يتعلم الطفل القراءة و الكتابة، ويتابع حفظ القرآن بجامع عقبة بن نافع ـ رضي الله عنه.
وبعد وقت ليس بكثير غادرت أسرته سيدي عقبة، وتُرك الطفل الذي نذره والده للعلم عند رجل محسن يسمى بـ "العلمي" تكفَّل بإيوائه، والقيام بتعليمه على نفقته .
وما أن أصبح الصبي يفرق بين الحروف، ويصوغ الجُمل طاوعته نفسه أن يكتب إلى أهله رسالة خربش حروفها، ورصف كلماتها كيفما اتفق ..وأرسلها إلى أهله. يقول الشيخ :"ولما وصلت إلى والدي ركب فرسا وراح يجوب القرية يبحث عمن يقرأ له تلك الرسالة، فلم يفهم أي قارئ ما كتبت فيها ..وعاد والدي إلى المنزل مسرورا وقال لوالدتي: إن ابننا صار طالبا ممتازا، لقد عجز " الطُلْبَة " أن يفهموا ما كتب لأنهم دونه في الفهم!!".
وهذه الحادثة تركت في نفس الطفل أثرا بالغا شجعه على مواصلة الكتابة التي بقي مواضبا عليها إلى آخر أيام من حياته .
مكث التلميذ في سيدي عقبة سنتين ثم عاد إلى الحضنة فمكث بها مدة ثم ذهب إلى برج الغدير " ليتم حفظ القرآن، ويتابع دراسة الفقه و التوحيد و النحو على يد الشيخ محمد أرزقي بزاوية الحاج السعيد بن الأطرش.ويصف الشيخ الأحمدي شيخ الزاوية الحاج السعيد بن الأطرش فيقول :" كان عالما صالحا متعبدا، ذاكرا لله قليلا من الليل ما يهجع، وقد امتزجت كلمة ( لاإله إلا الله ) مع لحمه ودمه،وصار لا يستطيع منع لسانه من ذكرها، حتى وهو نائم غائب عن الشعور تسمعه يلهج بها لسانه. حجَّ ست حجات، وقرأ في طريقه إلى الأماكن المقدسة على الشيخ " عليش" مفتي الديار المصرية،وقد جلب
من مصر مكتبة ضخمة فيها من جميع الفنون، وألَّف كتابا في القراءات طبع بمصر وفيه قلت قصيدة لا أذكر منها إلا قولي :
وزار شفيع الخلق ستًّا ولو بقت له فُسحة في العمر يمَّمه عشرَا
توفي رحمه الله بعد أن صلى العشاء ليلة الجمعة ليلة المولد النبوي على الساعة الثانية ليلا سنة 1336هـ،1917م.".
رد: سلسلة رجال أولاد عدي لقبالة 2/الأديب موسى الأحمدي نويوات
إنقطع الأحمدي عن الدراسة ونُقل قسرًا كما نُقل آلاف الجزائريين إلى جبهات القتال مع الجيش الفرنسي على أرض الألزاس و اللورين في ألمانيا، ويتذكر أيام خدمته العسكرية فيها جيدا وعلاقاته مع الجنود وأخلاقه بينهم فيقول :" لقد كانوا ينادونني ( مارابوا) ـ أي رجل الدين ـ وحسبوني قديسا، لأنني أؤدي الصلاة في وقتها حتى صلاة الفجر، ولذلك كلفوني بحراسة مكتب المؤن المالية، وكنت حارسا للمسؤول المكلف. وفي مرة من المرَّات أسقط المسؤول كيسا من المال ومفاتيح الخزينة وعندما وجدتها أرجعتها له فاندهش وحار، وفي ليلة عاد مع زملائه بعد سهرتهم، وكنت في سريري نائما، فلما عرف أصحابه الفرنسيون أنني عربي استغربوا ونهروه، كيف ينام في غرفته عربي فردَّ عليهم المسؤول :إنه وفي وطيب وقديس، لقد وجد مرَّة كيس المال و المفاتيح ولم يأخ! ذ شيئا !".
ومن جبال الألزاس و اللورين عاد الأحمدي إلى بلده ليعاوده شوقه إلى طلب العلم، وحنينه إلى القلم والكتاب .فانتقل إلى مدينة قسنطينة وكانت يومئذ منارة للعلم ومهجرًا لطلابه، ليتربع في درس رائد النهضة الجزائرية الإمام عبد الحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ فتابع دروسه بالجامع الأخضر، وسيدي قموش .مدة سنتين (1345هــ1347هـ،1926م ـ 1928م ) في ظروف قاسية، وشظف من العيش، ويروي بعض ما حدث له فيها فيقول:" نفذ مرة ما عندي من الدراهم فبدا لي أن أعود إلى المنزل، فاستشرت الشيخ بن باديس في ذلك، فقال لي لماذا ؟ قلت : نفد ما لدي من المصروف، فاستدعى طالبا من ناحية باتنة يسمى"الشريف " وكان مكلَّفا بالإشراف على الطلبة وقال له : الخبزة الباقية من (24)خبزة أعطها لهذا الطالب، وقال ! لي المشرف كُلْها مختفيا وحذار أن يسمع طالب من الطلبة أننا أعطيناك خبزة، وكان عدد الطلبة الفقراء الذين حظوا بهذه الخبزة (23) طالبا وأنا تمام الأربعة و العشرين، وكنا نذهب إلى المخبزة وكان لا يعرف منا الواحد الآخر، وأطلعت زميلي أحمد بن مخلوف على ما حظيت به، وكنت أشركه معي في جزء من الخبزة، وبدأت حالتي الصحية تتحسن، وظهرت النضارة على وجهي، وراح بعض الطلبة يسأل عن سبب هذا التبدل المفاجئ ولم يهتدوا إلى ما أخفيته عنهم !".
3 - رحلته إلى الزيتونة :
لما رأى الشيخ عبد الحميد بن باديس من ألمعية الطالب الأحمدي وذكائه الوقاد وبديهته الحاضرة، وذاكرته المُسْعِفة ما يجعله قمينا بمواصلة الدّرس، ومتابعة التحصيل وجَّهه إلى تونس للدراسة في جامع الزيتونة، وزوَّده بكتاب إلى صديقه الشيخ "معاوية التميمي" فلقيه بالبِشر و الحفاوة، ورعاه في دراسته ،وأشرف عليه إشرافا علميا وأدبيا .
كان جامع الزيتونة في تونس صنو الأزهر في مصر، وصنو جامع النجف في العراق فهو دار للعلم ومأوًى لطلابه في ذلك العهد الزاهر، يشتهر بأكثر من شخصية علمية وأدبية تُشد الرِّحال إليها من الأقاصي، وكانت أمهات الكتب العربية هي المورد الذي تلتف حوله الحلقات، فكان للجامع التفاتة وفيَّة للتاريخ وللتراث العربيين في أقطار ثلاثة تعاني من الدخيل الغازي، والعدو المشترك، كما كان الجامع همزة وصل للنهضة الأدبية الحديثة في المشرق، والدعوة الإصلاحية المتجاوبة في أرجائه.
ومن جبال الألزاس و اللورين عاد الأحمدي إلى بلده ليعاوده شوقه إلى طلب العلم، وحنينه إلى القلم والكتاب .فانتقل إلى مدينة قسنطينة وكانت يومئذ منارة للعلم ومهجرًا لطلابه، ليتربع في درس رائد النهضة الجزائرية الإمام عبد الحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ فتابع دروسه بالجامع الأخضر، وسيدي قموش .مدة سنتين (1345هــ1347هـ،1926م ـ 1928م ) في ظروف قاسية، وشظف من العيش، ويروي بعض ما حدث له فيها فيقول:" نفذ مرة ما عندي من الدراهم فبدا لي أن أعود إلى المنزل، فاستشرت الشيخ بن باديس في ذلك، فقال لي لماذا ؟ قلت : نفد ما لدي من المصروف، فاستدعى طالبا من ناحية باتنة يسمى"الشريف " وكان مكلَّفا بالإشراف على الطلبة وقال له : الخبزة الباقية من (24)خبزة أعطها لهذا الطالب، وقال ! لي المشرف كُلْها مختفيا وحذار أن يسمع طالب من الطلبة أننا أعطيناك خبزة، وكان عدد الطلبة الفقراء الذين حظوا بهذه الخبزة (23) طالبا وأنا تمام الأربعة و العشرين، وكنا نذهب إلى المخبزة وكان لا يعرف منا الواحد الآخر، وأطلعت زميلي أحمد بن مخلوف على ما حظيت به، وكنت أشركه معي في جزء من الخبزة، وبدأت حالتي الصحية تتحسن، وظهرت النضارة على وجهي، وراح بعض الطلبة يسأل عن سبب هذا التبدل المفاجئ ولم يهتدوا إلى ما أخفيته عنهم !".
3 - رحلته إلى الزيتونة :
لما رأى الشيخ عبد الحميد بن باديس من ألمعية الطالب الأحمدي وذكائه الوقاد وبديهته الحاضرة، وذاكرته المُسْعِفة ما يجعله قمينا بمواصلة الدّرس، ومتابعة التحصيل وجَّهه إلى تونس للدراسة في جامع الزيتونة، وزوَّده بكتاب إلى صديقه الشيخ "معاوية التميمي" فلقيه بالبِشر و الحفاوة، ورعاه في دراسته ،وأشرف عليه إشرافا علميا وأدبيا .
كان جامع الزيتونة في تونس صنو الأزهر في مصر، وصنو جامع النجف في العراق فهو دار للعلم ومأوًى لطلابه في ذلك العهد الزاهر، يشتهر بأكثر من شخصية علمية وأدبية تُشد الرِّحال إليها من الأقاصي، وكانت أمهات الكتب العربية هي المورد الذي تلتف حوله الحلقات، فكان للجامع التفاتة وفيَّة للتاريخ وللتراث العربيين في أقطار ثلاثة تعاني من الدخيل الغازي، والعدو المشترك، كما كان الجامع همزة وصل للنهضة الأدبية الحديثة في المشرق، والدعوة الإصلاحية المتجاوبة في أرجائه.
رد: سلسلة رجال أولاد عدي لقبالة 2/الأديب موسى الأحمدي نويوات
قضى الأحمدي في الزيتونة أربع سنوات يأوي إلى سكنى الطلاب ليلا، وفي النهار يتخير من حلقات العلم أفيدها، فطفق يتنقل بينها كما تنتقل النحل بين الروض، وأخذ يتهافت على أضواء النوابغ من علماء الزيتونة ،فتشع أرواحهم في قلبه وتضيىء معارفهم في فكره ..وكان معه حينذاك من الطلبة الجزائريين: الصديق سعدي، وصالح بن عتيق، ورمضان حمود، وفرحات بن الدرَّاجي، ومصطفى بن حلوش، وبلقاسم الزغداني، ومحمد الطاهر الجيجلي، وأحمد بن مخلوف البركاتي ،ومحمد الحاج السحمدي، والطاهر بن زقوط وغيرهم كثير .
إنكب الطالب الأحمدي على المطالعة في مكتبات الخلدونية و العبدلية و العطارين..وينهل من مختلف العلوم والفنون لاسيما علم العروض الذي أخذ بلبه وهو ينفث أولى أبياته في الشوق و الحنين، فقد أضنته الغربة، وأمضَّه الجوع و الحرمان، وسُدَّت عليه منافذ الرزق، وبات لا يجد قوت يومه، فالنزر القليل من المساعدة الذي كان يأتيه من وراء الحدود أوقفته الحرب العالمية الأولى التي انصبت ويلاتها وانسحبت آثارها على الجزائر لأمد طويل .
ولكن ذلك لم يوهن من عزمه ولم يثنه عن بلوغ غايته، وتابع الدراسة صابرا، وما انقادت الآمال إلا لصابر ..وهو وإن لم يرض بوضعه إلا أنه كان مطمئنا في قرارة نفسه وهو يقتفي في حاله تلك حال أولئك الفطاحل من علماء الإسلام الأفذاذ ..فالخليل بن أحمد كان يسكن خُصا من أخصاص بغداد ـ وهي خيمة من قصب ـ لا يجد فِلسا واحدا، و الشيخ أبو حامد الإسفراييني ـ شيخ الإسلام و المسلمين قاطبة و الذي كان يحضر مجلسه ثلاثمائة فقيه ـ كان يشتغل حارسا بالليل لبيوت الناس، ويطالع عل! ى ضوء فانوس الحرس، ومحمد بن يحي الزبيدي الذي تزيد مصنفاته على المائة كان يضع نواة في حلقه ليتعلل بها، وشيخ الشافعية أبو الطيب الطبري كان له ولأخيه جُبَّة واحدة كان إذا لبسها أحدهما بقي الآخر في البيت، وإذا أراد غسلها مكثا فيه معًا، وعبد الوهاب بن علي المالكي ضاق به العيش في بغداد فهجرها وقد قال لألوف مودعيه لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين في كل غداة ما عدلت ببلدكم بلوغ أمنية ..
ولكن طالبنا الأحمدي وجد في تونس كل يوم رغيفا كان يقتسمه مع رفيق له فقنع بما قسم الله له، وشكره على نعمائه.
4 - شيوخه:
تحلّق الأحمدي على أشهر مشايخ الزيتونة العامر أمثال :الشيخ الحاج أحمد العياري، والشيخ الزغواني، و الشيخ المختار بن محمود، و الشيخ محمد اللقاني الجائري، والشيخ عثمان بن الخوجة، و الشيخ الطيب سيالة، و الشيخ عثمان الكعاك، و الشيخ عثمان بن المكي التوزري الذي يصفه الأحمدي :"بأنه كان رجلا صالحا وكان يقول لنا نحن تلامذته: كنت أرى رسول الله e كل ليلة في المنام فصرت أراه من شؤمكم ثلاث مرَّات في الأسبوع فقط !."ويقول :" جلس معنا مرَّة طالب في حلقة الدرس فطرده فقلت له لِمَا منعته من استماع الدرس ؟ فقال : لأنه سيء الأخلاق، قلت هل تعرفه ؟ قال : لا أعرفه، فقلت : وكيف عرفت أنه سيء الأخلاق ؟ وأنت لا تعرفه؟ قال : إن الشخص إذا كان ذا أخلاق حسنة شممت ريحا شذية، وإن كانت أخلاقه سيئة شممت ريحا كريهة.."."وكان يعطف عليَّ لفقري، وقد صححت معه شواهد كتاب ( قطر الندى لابن هشام ) فقال لي : تأخذ المخطوطة أم المطبوعة ؟ ثم ناولني الأو! راق المطبوعة وقال : الأصل للأصل والفرع للفرع، ومكثنا في تونس أربع سنوا ت، وكنت أنا وزميلي نستشيره عند إتمام الدراسة ونقول له : إننا لا نعود في السنة الآتية فيقول لنا : ستعودان وهكذا يقول لنا في السنوات الثلاثة حينما نستشيره، وفي السنة الرابعة التي توفي فيها قال لنا : عندما استشرناه : روحا تصحبكم السلامة !" .
5 - العودة إلى الجزائر :
عاد الأحمدي من تونس سنة 1348هـ، 1930م بعدما تخرَّج بشهادة " التطويع العالمية " وهي نهاية المطاف للدراسة في جامع الزيتونة، وكان حاملوا هذه الشهادة في ذلك الوقت المبكر آحادا، يستقبلون في أوبتهم إلى الجزائر استقبال الفاتحين، فالجزائر لم تكن تتوسم مخرجا من مأساتها إلا في ملامح العائدين من ديار العلم يتأبطون من الأسلحة الفكرية ما لا قدرة للجزائر على صنعه، ويفتحون في وجه آمالها العريضة آفاقا أرحب .
عاد خريج الزيتونة وقد حصل من العلوم الشرعية من أصول وفقه وتوحيد وتفسير، كما درس النحو ومبادئ المنطق وعلوم البلاغة و السيرة النبيوية ..وكانت هذه الباقة من العلوم هي المهاد الذي قام عليه علمه والأساس الذي ارتكز عليه أدبه .([2])
وقد أجيز الأحمدي من شيخه عثمان بن المكي التوزري جريا على عادة ذاك الزمن في إعطاء إجازات التأهل و التحصيل .
ولكن عودة الأحمدي إلى وطنه كانت عودة اضطرار، فقد شاءت الأقدار أن يتوفى والده وهو أحوج ما يكون إليه، فانقطعت عنه كل إعانة مادية، ولقي من العنت الشديد ما جعله يرجع قافلا إلى بلده، وكله حسرة على عدم مواصلته الدرس والتحصيل في الزيتونة .
ومن المنطقة التي انطلق منها لأول مرة كانت البداية، وفي أذنه وصية الشيخ عبد الحميد بن باديس:" حَصِّل ما استطعت من العلم، وتعمق فيه فإنه تراث الإنسانية، ولا تغرنَّك الشهادات والدرجات فتلك من اهتمامات الوظيفة، ولا مطمع لك فيها، أما ربك وشعبك فإنهما ينظران إلى أعمالك وإنتاجك"، وتلا عليه قوله تعالى :{ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}([3]).
وعى الأحمدي النصيحة وراح يشق طريقه وسط أمواج هوج من الأفهام السقيمة لدين لابسته البدع، وخالطته الخرافة، وداخلته الشعوذة، ونطق باسمه قصار الباع في فقهه، ممن شايعوا الدخيل، وبايعوا المستعمر، وباعوا الوطن بكل ما فيه من غال ونفيس..
كان الأحمدي يعلم أن مجتمعا على هذه الحال ليس من السهل تغييره، لابد من العزم الصليب، والفقه الواسع، والشجاعة الدافعة ،حتى يصد التيار الجارف، ويغالب الموج العاتي.
وبرغبة أكيدة في مواصلة دراسته انطلق الأحمدي ولم يكن له من الوسائل آنذاك إلا بعض الكتب مما كان مقررا في الدراسات الزيتونية، ومما اقتناه قبل ذهابه إلى تونس في طبعات قديمة تضني الفكر وتجهد القارئ. ([4])
وبهذه الكتب وبغيرها مما لا يتجاوز السبعين أو الثمانين عنوانا بدأ مسيرته العلمية، ووطَّن نفسه على التحصيل، وعلى توسيع أفقه الثقافي وعلى التأليف .
أما العمل فكان ميدانه مثلث :(البرج ـ المسيلة ـ سطيف )، حيث تتركز فئة من المتعلمين قصارى فهمها من دين الله أن القرآن محفوظات تُردد، وآيِهُ البينات تمائم تعلق للرقى، وتقرأ على الأموات للبركة ..والذكر عندهم هو الرقص و الزمر و الطواف حول قبور الأشياخ، وسوق النذور، والتمرغ على الأعتاب، والاكتحال بتراب القوم..!، وفئة أخرى متفقهة متزمتة جامدة، ما تزال عندهم! الأرض مسطحة لا تدور، وهي محمولة على قرن ثور، يُحَرِّمون تعليم البنت، ولا يقبلون شهادة أحد من مدينة تباع فيها الخمر، أحد أوليائهم لا يصلي لأنه إذا صلَّى تجاوز رأسه مكة ! وآخر يصلي على رِجل واحدة تقربا إلى الله وزلفى ..!
ولمطاردة هذا الإنحراف، وفضح سوءته كان لابد على الخريج الجديد أن ينحت منافذ يتسلل منها الفهم الصحيح بالدين، وتنساب عبرها إلى الأفهام حقائق الإسلام، ولا يتاح هذا إلا لذي صبر وأناة، وبعون من الله وتوفيق .
6 - في ميدان التربية والتعليم :
راح الأحمدي بين عامي ( 1348هـ ـ 1930م، 1355هـ، 1937م ) يلقي خطب الوعظ والإرشاد في المساجد بالقرى المجاورة لقلعة بني حماد، ولبرج الغدير، وسرت أنباؤه مسرى النور في الظلام ..فانهال عليه طلاب العلم من كل حدب وصوب، من السهول والجبال و القرى والمداشر يرتوون من نبعه الثَّر، ويعبون من معينه الذي لا ينضب .
فدرَّس للطلاب الناشئة: الفقه و الحساب و الفرائض و النحو ..وكان الناس في ذلك العهد لا يقبلون تدريس الفقه إلا بمختصر خليل و بشراحه المعروفين بالمغرب العربي، أما في الحساب و الفرائض فقد جعل عمدته في تدريسها ثلاثة كتب هي :
1 ـ " بغية الباحث عن جمل الموارث" لأبي عبد الله الرحبي الشافعي ( ت577هـ )، وهي منظومة مشهورة عرفت فيما بعد بالرحبية أو الأرجوزة الرحبية، شرحها كثير من العلماء العرب ونقلت إلى الفرنسية والإنجليزية في أواخر القرن التاسع عشر .
2 ـ " الدُرَّة البيضاء " لعبد الرحمن الأخضري البكري الجزائري (ت983هـ)صاحب الجوهر المكنون، ([5]) والسلم،([6]) والسراج .([7]< /SPAN>)
3 ـ "لباب الفرائض"لمحمد الصادق الشطي من أساتذة جامع الزيتونة .
وفي سنة 1937م طلب الشيخ عبدالحميد بن باديس من الأحمدي أن ينتقل إلى مدينة برج بوعريرج ليعلم بمدرسة التهذيب، ولهذا الطلب مغزاه لأن المدرسة لم تكن تحت إشراف جمعية العلماء، فغادر الأحمدي الريف وحياة العزلة العلمية لينتقل إلى المدينة حيث جمهور المستمعين أوسع، ووسائل المعرفة أكثر، ووسائل الإتصال أوفر .
إنكب الطالب الأحمدي على المطالعة في مكتبات الخلدونية و العبدلية و العطارين..وينهل من مختلف العلوم والفنون لاسيما علم العروض الذي أخذ بلبه وهو ينفث أولى أبياته في الشوق و الحنين، فقد أضنته الغربة، وأمضَّه الجوع و الحرمان، وسُدَّت عليه منافذ الرزق، وبات لا يجد قوت يومه، فالنزر القليل من المساعدة الذي كان يأتيه من وراء الحدود أوقفته الحرب العالمية الأولى التي انصبت ويلاتها وانسحبت آثارها على الجزائر لأمد طويل .
ولكن ذلك لم يوهن من عزمه ولم يثنه عن بلوغ غايته، وتابع الدراسة صابرا، وما انقادت الآمال إلا لصابر ..وهو وإن لم يرض بوضعه إلا أنه كان مطمئنا في قرارة نفسه وهو يقتفي في حاله تلك حال أولئك الفطاحل من علماء الإسلام الأفذاذ ..فالخليل بن أحمد كان يسكن خُصا من أخصاص بغداد ـ وهي خيمة من قصب ـ لا يجد فِلسا واحدا، و الشيخ أبو حامد الإسفراييني ـ شيخ الإسلام و المسلمين قاطبة و الذي كان يحضر مجلسه ثلاثمائة فقيه ـ كان يشتغل حارسا بالليل لبيوت الناس، ويطالع عل! ى ضوء فانوس الحرس، ومحمد بن يحي الزبيدي الذي تزيد مصنفاته على المائة كان يضع نواة في حلقه ليتعلل بها، وشيخ الشافعية أبو الطيب الطبري كان له ولأخيه جُبَّة واحدة كان إذا لبسها أحدهما بقي الآخر في البيت، وإذا أراد غسلها مكثا فيه معًا، وعبد الوهاب بن علي المالكي ضاق به العيش في بغداد فهجرها وقد قال لألوف مودعيه لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين في كل غداة ما عدلت ببلدكم بلوغ أمنية ..
ولكن طالبنا الأحمدي وجد في تونس كل يوم رغيفا كان يقتسمه مع رفيق له فقنع بما قسم الله له، وشكره على نعمائه.
4 - شيوخه:
تحلّق الأحمدي على أشهر مشايخ الزيتونة العامر أمثال :الشيخ الحاج أحمد العياري، والشيخ الزغواني، و الشيخ المختار بن محمود، و الشيخ محمد اللقاني الجائري، والشيخ عثمان بن الخوجة، و الشيخ الطيب سيالة، و الشيخ عثمان الكعاك، و الشيخ عثمان بن المكي التوزري الذي يصفه الأحمدي :"بأنه كان رجلا صالحا وكان يقول لنا نحن تلامذته: كنت أرى رسول الله e كل ليلة في المنام فصرت أراه من شؤمكم ثلاث مرَّات في الأسبوع فقط !."ويقول :" جلس معنا مرَّة طالب في حلقة الدرس فطرده فقلت له لِمَا منعته من استماع الدرس ؟ فقال : لأنه سيء الأخلاق، قلت هل تعرفه ؟ قال : لا أعرفه، فقلت : وكيف عرفت أنه سيء الأخلاق ؟ وأنت لا تعرفه؟ قال : إن الشخص إذا كان ذا أخلاق حسنة شممت ريحا شذية، وإن كانت أخلاقه سيئة شممت ريحا كريهة.."."وكان يعطف عليَّ لفقري، وقد صححت معه شواهد كتاب ( قطر الندى لابن هشام ) فقال لي : تأخذ المخطوطة أم المطبوعة ؟ ثم ناولني الأو! راق المطبوعة وقال : الأصل للأصل والفرع للفرع، ومكثنا في تونس أربع سنوا ت، وكنت أنا وزميلي نستشيره عند إتمام الدراسة ونقول له : إننا لا نعود في السنة الآتية فيقول لنا : ستعودان وهكذا يقول لنا في السنوات الثلاثة حينما نستشيره، وفي السنة الرابعة التي توفي فيها قال لنا : عندما استشرناه : روحا تصحبكم السلامة !" .
5 - العودة إلى الجزائر :
عاد الأحمدي من تونس سنة 1348هـ، 1930م بعدما تخرَّج بشهادة " التطويع العالمية " وهي نهاية المطاف للدراسة في جامع الزيتونة، وكان حاملوا هذه الشهادة في ذلك الوقت المبكر آحادا، يستقبلون في أوبتهم إلى الجزائر استقبال الفاتحين، فالجزائر لم تكن تتوسم مخرجا من مأساتها إلا في ملامح العائدين من ديار العلم يتأبطون من الأسلحة الفكرية ما لا قدرة للجزائر على صنعه، ويفتحون في وجه آمالها العريضة آفاقا أرحب .
عاد خريج الزيتونة وقد حصل من العلوم الشرعية من أصول وفقه وتوحيد وتفسير، كما درس النحو ومبادئ المنطق وعلوم البلاغة و السيرة النبيوية ..وكانت هذه الباقة من العلوم هي المهاد الذي قام عليه علمه والأساس الذي ارتكز عليه أدبه .([2])
وقد أجيز الأحمدي من شيخه عثمان بن المكي التوزري جريا على عادة ذاك الزمن في إعطاء إجازات التأهل و التحصيل .
ولكن عودة الأحمدي إلى وطنه كانت عودة اضطرار، فقد شاءت الأقدار أن يتوفى والده وهو أحوج ما يكون إليه، فانقطعت عنه كل إعانة مادية، ولقي من العنت الشديد ما جعله يرجع قافلا إلى بلده، وكله حسرة على عدم مواصلته الدرس والتحصيل في الزيتونة .
ومن المنطقة التي انطلق منها لأول مرة كانت البداية، وفي أذنه وصية الشيخ عبد الحميد بن باديس:" حَصِّل ما استطعت من العلم، وتعمق فيه فإنه تراث الإنسانية، ولا تغرنَّك الشهادات والدرجات فتلك من اهتمامات الوظيفة، ولا مطمع لك فيها، أما ربك وشعبك فإنهما ينظران إلى أعمالك وإنتاجك"، وتلا عليه قوله تعالى :{ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}([3]).
وعى الأحمدي النصيحة وراح يشق طريقه وسط أمواج هوج من الأفهام السقيمة لدين لابسته البدع، وخالطته الخرافة، وداخلته الشعوذة، ونطق باسمه قصار الباع في فقهه، ممن شايعوا الدخيل، وبايعوا المستعمر، وباعوا الوطن بكل ما فيه من غال ونفيس..
كان الأحمدي يعلم أن مجتمعا على هذه الحال ليس من السهل تغييره، لابد من العزم الصليب، والفقه الواسع، والشجاعة الدافعة ،حتى يصد التيار الجارف، ويغالب الموج العاتي.
وبرغبة أكيدة في مواصلة دراسته انطلق الأحمدي ولم يكن له من الوسائل آنذاك إلا بعض الكتب مما كان مقررا في الدراسات الزيتونية، ومما اقتناه قبل ذهابه إلى تونس في طبعات قديمة تضني الفكر وتجهد القارئ. ([4])
وبهذه الكتب وبغيرها مما لا يتجاوز السبعين أو الثمانين عنوانا بدأ مسيرته العلمية، ووطَّن نفسه على التحصيل، وعلى توسيع أفقه الثقافي وعلى التأليف .
أما العمل فكان ميدانه مثلث :(البرج ـ المسيلة ـ سطيف )، حيث تتركز فئة من المتعلمين قصارى فهمها من دين الله أن القرآن محفوظات تُردد، وآيِهُ البينات تمائم تعلق للرقى، وتقرأ على الأموات للبركة ..والذكر عندهم هو الرقص و الزمر و الطواف حول قبور الأشياخ، وسوق النذور، والتمرغ على الأعتاب، والاكتحال بتراب القوم..!، وفئة أخرى متفقهة متزمتة جامدة، ما تزال عندهم! الأرض مسطحة لا تدور، وهي محمولة على قرن ثور، يُحَرِّمون تعليم البنت، ولا يقبلون شهادة أحد من مدينة تباع فيها الخمر، أحد أوليائهم لا يصلي لأنه إذا صلَّى تجاوز رأسه مكة ! وآخر يصلي على رِجل واحدة تقربا إلى الله وزلفى ..!
ولمطاردة هذا الإنحراف، وفضح سوءته كان لابد على الخريج الجديد أن ينحت منافذ يتسلل منها الفهم الصحيح بالدين، وتنساب عبرها إلى الأفهام حقائق الإسلام، ولا يتاح هذا إلا لذي صبر وأناة، وبعون من الله وتوفيق .
6 - في ميدان التربية والتعليم :
راح الأحمدي بين عامي ( 1348هـ ـ 1930م، 1355هـ، 1937م ) يلقي خطب الوعظ والإرشاد في المساجد بالقرى المجاورة لقلعة بني حماد، ولبرج الغدير، وسرت أنباؤه مسرى النور في الظلام ..فانهال عليه طلاب العلم من كل حدب وصوب، من السهول والجبال و القرى والمداشر يرتوون من نبعه الثَّر، ويعبون من معينه الذي لا ينضب .
فدرَّس للطلاب الناشئة: الفقه و الحساب و الفرائض و النحو ..وكان الناس في ذلك العهد لا يقبلون تدريس الفقه إلا بمختصر خليل و بشراحه المعروفين بالمغرب العربي، أما في الحساب و الفرائض فقد جعل عمدته في تدريسها ثلاثة كتب هي :
1 ـ " بغية الباحث عن جمل الموارث" لأبي عبد الله الرحبي الشافعي ( ت577هـ )، وهي منظومة مشهورة عرفت فيما بعد بالرحبية أو الأرجوزة الرحبية، شرحها كثير من العلماء العرب ونقلت إلى الفرنسية والإنجليزية في أواخر القرن التاسع عشر .
2 ـ " الدُرَّة البيضاء " لعبد الرحمن الأخضري البكري الجزائري (ت983هـ)صاحب الجوهر المكنون، ([5]) والسلم،([6]) والسراج .([7]< /SPAN>)
3 ـ "لباب الفرائض"لمحمد الصادق الشطي من أساتذة جامع الزيتونة .
وفي سنة 1937م طلب الشيخ عبدالحميد بن باديس من الأحمدي أن ينتقل إلى مدينة برج بوعريرج ليعلم بمدرسة التهذيب، ولهذا الطلب مغزاه لأن المدرسة لم تكن تحت إشراف جمعية العلماء، فغادر الأحمدي الريف وحياة العزلة العلمية لينتقل إلى المدينة حيث جمهور المستمعين أوسع، ووسائل المعرفة أكثر، ووسائل الإتصال أوفر .
رد: سلسلة رجال أولاد عدي لقبالة 2/الأديب موسى الأحمدي نويوات
وهكذا سمح هذا التنقل لأديبنا الأحمدي أن تتنوع اهتماماته وتتغير عنده مناهج التدريس وطرقه وأدواته ،فاشتغل بمدرسة التهذيب إلى سنة 1361هـ ـ 1941م بتدريس مبادئ اللغة العربية تعليما عصريا أو شبه عصري، وكوَّن بها مكتبة تربو على الخمسة آلاف مجلد في مختلف الفنون، وكان لأمهات الكتب الحظ الأوفر منها، ولما تقاعد نقلت هذه المكتبة الثمينة إلى مدرسة المعلمين بمدينة سطيف .
8 - شخصيته وشمائله :
لما كانت صلتي بالشيخ الأحمدي واشجة قوية فإني قد عرفت من كريم خلاله، ونبل خصاله الشيء الكثير، ولكني أذكر طرفا من ذلك فأقول :
كان ـ رحمه الله ـ متواضعا لا يزدهيه غرور، خفيض الجناح لمن يعرف ولمن لا يعرف، حريصا على أن تظل سمعته في طي الخفاء، ولكن خمول ذكره لا يعني قلة شأنه فقد قيل:
ليس الخمول بعار على امرئ ذي جلال
فليلة القدر تخفى وتلك خير الليالي
عُرف عند كل الذين لابسوه وعايشوه بأنه خفيف الروح، جميل الشمائل، حاضر النكتة، ناصع الظرف ،كيِّس العقل، يمزج في مجلسه بين العلم الجاد الوقور، والدعابة الحلوة الخفيفة .
لست ترى الأحمدي وهو في سنه المتقدمة إلا دائم السرور، حسن المظهر، نظيف الثياب إلى حد الأناقة ،ينم بنفسٍ ذاهبة في الأصالة و التحضر ...يحفظ الجميل لأصحابه، ويرعى الود لأحبابه وخلصائه، يكاتبهم، ويرد على رسائلهم فور وصولها إليه، ولا ينسى أن يختم رسالته دوما بقوله:"والسلام عليكم مُعادا من الذي يحبكم، ويفخر بكم ويدعو لكم بالنجاح و التوفيق، عوض والدكم: موسى الأحمدي نويوات" ...فضلا عما يجود به مما فتح الله به عليه من رائق الشعر، وجيِّد الكلم، فيكتب القصيدة بآلته الراقنة، ويضعها في إطار، ويبعث بها إلى أحبابه ناصحا إياهم أن يحتفظوا بها ذكرى من جدهم الأحمدي.!!...بل يحمل نفسه راضيا ـ وهو الشيخ الكبير ـ ليسافر إليهم ويقطع المسافات الطوال متنقلا من بلد لآخر بين أحبابه وأقربائه مهنئا في فرح، أو معزيًا في مصاب .
في زياراته المتكررة لي أو لإخواني ما عرفنا الشيخ الأحمدي إلا رجلا مضبوطا في مواعيده، مشغولا طول وقته ،ذا نفس طَلِعَةٍ، حُببت إليه المعرفة في فروع من العلم مختلفة .فكان كثيرا ما يطلب الكتاب بالليل عندما يفارق جفنه النوم ،ويظل معه إلى ساعات متأخرة يستمتع بقراءتة...ومن العجيب أنه ـ وهو الذي شارف القرن من عمره ـ لا يزعج من معه لا في نومه ولا في قيامه، ولا في مأكله ..وهذا من فضل الله على العلماء يحفظ عليهم هيبتهم وقدرهم إلى آخر يوم من حياتهم .
ومن شرف خصاله، وحميد مناقبه، زهده في الدنيا، وقلة اكتراثه بحطامها الزائل.وأذكر مرة أنه أخبرني: أن مبلغا من المال قدرة 70 ألف دينار جزائري سرق منه، فقال لي :لقد فرحت بذلك، ويقيني أن يأخذ الله لي من حسنات السارق يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..!
كان الأحمدي كثيرا ما يتودد إليه عِلية القوم، ووجهاء البلدة ـ ممن يحبون إكرام العلماء وخدمتهم ـ فيطلبون منه زيارتهم في بيوتهم، فيجيب دعوتهم في تواضع جم، ووُدٍّ غير مدخول ..ينشر في مجلسه الأنس و الظرف بحديثه اللبق، وألفاظه المنتقاة، وفكاهته المرحة، فيتعلّق به سامعوه، ويزداد حبهم له، ويطلبون منه تكرار الزيارة من جديد ..
يجالس العوام من جيرانه وأصحاب الحي الذي يسكنه، وهو الذي كان بيته منتجع الطلاب والأدباء والباحثين وكبار المسؤولين والوزارء ..فطالما سُدَّت الشوارع المؤدية إلى بيته لأن وزيرا من الوزراء ينزل ضيفا عنده ويجالسه الساعات الطوال .ورغم ذلك لا يجد الغرور و لا العجب إلى نفسه سبيلا .
إتصل به مرّة أحد القضاة ليتوسط له عند وزير العدل ليتم نقله من منصبه البعيد عن مقر سكناه إلى منصب قريب، وكذلك أيضا بالنسبة لزوجته القاضية ،فتوسط لهما، وتمّ لهما ما أرادا على جناح السرعة، قال: فقلت في نفسي : " أنا الذي كان أهل دشرتي يعيرونني بقولهم "يابيّاع الملح" ـ لأني كنت أبيع الملح المحمّل على الجمال ـ أصبحت أتوسط للقضاة عند الوزراء.سبحان الله ! من تواضع لله رفعه ".
10 ـ خاتمة المطاف :
سارت الأيام مسرعة بالشيخ الأحمدي فإذا حياته منتهية كما كانت منذ بدأت، حياة نضال وكفاح، وعلم وتعليم.. بقي إلى آخر يوم من عمره يُدرِّس للطلاب في حلقة علمية ببيته :علم الفرائض، والنحو، و العروض..كما كان يعنى بالأندية و الملتقيات والمهرجانات الثقافية التي يُدعى إليها ..
لم يُنصَف الشيخ الأحمدي في عمله الرسمي على الرغم من دأبه وعطائه، ولكن على إثر إحالته على التقاعد كرّمه في حياته تلاميذه وأصدقاؤه ومحبوه في مناسبات عديدة، وكان آخرها تكريمه في الملتقى الوطني لاتحاد الكتاب الجزائريين بمدينة (سطيف ).
ظلّ الأحمدي طيلة العقدين الأخيرين من حياته ملازما بيته الجميل بحي 12هكتار بمدينة البرج، يقضي يومه كله مطالعًا لكتاب، أو ناظما لقصيدة، أو كاتبا لرسالة، أو مجيبا عن فتوى، بوصفه رئيسا للمجلس العلمي لنظارة الشؤون الدينية بالولاية. ومتصلا عبر الهاتف متابعا لطبع كتاب، فقد قعدت به موارده المالية عن طبع كتبه على نفقته الخاصة .فلم يكن للشيخ الأحمدي غير راتب وظيفته موردًا يسترزق منه، ويكفل به مطالب العيش الرتيب. .
وظلَّ على هذه الحال إلى أن أصيب بمرض أقعده الفراش مدة شهر ونصف نقل على إثره إلى المستشفى المركزي لمدينة البرج، وبه فاضت روحه إلى بارئها عشية يوم الأربعاء 17فيفري 1999م،وله من العمر قرن وسبعة عشر يوما .
وفقد الأدب بفقده أديبا من ألمع أدباء الطليعة في هذا البلد، له جهاده الطويل، وأسلوبه الجميل، وشعره الرقيق، وأثره الباقي.
فرحم الله الأحمدي، وجزاه على ما قدّم أحسن الجزاء، وعزَّى عنه أهل الأدب والدين خير العزاء .
2- آثاره:
1 ـ كتاب (المتوسط الكافي في علمي العروض والقوافي) :
يؤكد ابن خلكان في ( وفيات الأعيان):([8])" أن الخليل بن أحمد الفراهيدي دعا ربه أن يعرف علما لم يسبق إليه، ولا يؤخذ إلا عنه وكان ذلك في مكة، فلما رجع من حجه فتح عليه بعلم العروض".([9])
وأديبنا الأحمدي من الذين فتح الله عليهم في علم العروض، وفُضَّت لهم مغاليقه، وأصبحت له قدم راسخة فيه، فاشتهر به في الأوساط العلمية الجامعية وغير الجامعية ،و العجيب أنه لم يأخذ مبادئ العروض عن أحد كائنا من كان ولا جلس بين يدي معلم ليحذقه ولو يوما واحدا . ولما سئل الشيخ الأحمدي عن المدة التي استغرقها في تأليف الكتاب قال :"إن إدارة المؤسسة التي كنت أديرها، وتكاليف متطلبات الأسرة لم يتركا لي وقتا كافيا لإنجازه في الوقت الذي أريده، ورغم ذلك فقد شغل تأليفه من الوقت كل أوقات فراغي من الجُمع والعطلة الصيفية مدة عامين وما يقرب من تسعة أشهر لكتابته بالراقنة، وضبط أبياته، وكان العمل فيه مستمرا من صلاة الصبح إلى ما ب! عد العشاء في تلك المدة كلها ".([10])
8 - شخصيته وشمائله :
لما كانت صلتي بالشيخ الأحمدي واشجة قوية فإني قد عرفت من كريم خلاله، ونبل خصاله الشيء الكثير، ولكني أذكر طرفا من ذلك فأقول :
كان ـ رحمه الله ـ متواضعا لا يزدهيه غرور، خفيض الجناح لمن يعرف ولمن لا يعرف، حريصا على أن تظل سمعته في طي الخفاء، ولكن خمول ذكره لا يعني قلة شأنه فقد قيل:
ليس الخمول بعار على امرئ ذي جلال
فليلة القدر تخفى وتلك خير الليالي
عُرف عند كل الذين لابسوه وعايشوه بأنه خفيف الروح، جميل الشمائل، حاضر النكتة، ناصع الظرف ،كيِّس العقل، يمزج في مجلسه بين العلم الجاد الوقور، والدعابة الحلوة الخفيفة .
لست ترى الأحمدي وهو في سنه المتقدمة إلا دائم السرور، حسن المظهر، نظيف الثياب إلى حد الأناقة ،ينم بنفسٍ ذاهبة في الأصالة و التحضر ...يحفظ الجميل لأصحابه، ويرعى الود لأحبابه وخلصائه، يكاتبهم، ويرد على رسائلهم فور وصولها إليه، ولا ينسى أن يختم رسالته دوما بقوله:"والسلام عليكم مُعادا من الذي يحبكم، ويفخر بكم ويدعو لكم بالنجاح و التوفيق، عوض والدكم: موسى الأحمدي نويوات" ...فضلا عما يجود به مما فتح الله به عليه من رائق الشعر، وجيِّد الكلم، فيكتب القصيدة بآلته الراقنة، ويضعها في إطار، ويبعث بها إلى أحبابه ناصحا إياهم أن يحتفظوا بها ذكرى من جدهم الأحمدي.!!...بل يحمل نفسه راضيا ـ وهو الشيخ الكبير ـ ليسافر إليهم ويقطع المسافات الطوال متنقلا من بلد لآخر بين أحبابه وأقربائه مهنئا في فرح، أو معزيًا في مصاب .
في زياراته المتكررة لي أو لإخواني ما عرفنا الشيخ الأحمدي إلا رجلا مضبوطا في مواعيده، مشغولا طول وقته ،ذا نفس طَلِعَةٍ، حُببت إليه المعرفة في فروع من العلم مختلفة .فكان كثيرا ما يطلب الكتاب بالليل عندما يفارق جفنه النوم ،ويظل معه إلى ساعات متأخرة يستمتع بقراءتة...ومن العجيب أنه ـ وهو الذي شارف القرن من عمره ـ لا يزعج من معه لا في نومه ولا في قيامه، ولا في مأكله ..وهذا من فضل الله على العلماء يحفظ عليهم هيبتهم وقدرهم إلى آخر يوم من حياتهم .
ومن شرف خصاله، وحميد مناقبه، زهده في الدنيا، وقلة اكتراثه بحطامها الزائل.وأذكر مرة أنه أخبرني: أن مبلغا من المال قدرة 70 ألف دينار جزائري سرق منه، فقال لي :لقد فرحت بذلك، ويقيني أن يأخذ الله لي من حسنات السارق يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..!
كان الأحمدي كثيرا ما يتودد إليه عِلية القوم، ووجهاء البلدة ـ ممن يحبون إكرام العلماء وخدمتهم ـ فيطلبون منه زيارتهم في بيوتهم، فيجيب دعوتهم في تواضع جم، ووُدٍّ غير مدخول ..ينشر في مجلسه الأنس و الظرف بحديثه اللبق، وألفاظه المنتقاة، وفكاهته المرحة، فيتعلّق به سامعوه، ويزداد حبهم له، ويطلبون منه تكرار الزيارة من جديد ..
يجالس العوام من جيرانه وأصحاب الحي الذي يسكنه، وهو الذي كان بيته منتجع الطلاب والأدباء والباحثين وكبار المسؤولين والوزارء ..فطالما سُدَّت الشوارع المؤدية إلى بيته لأن وزيرا من الوزراء ينزل ضيفا عنده ويجالسه الساعات الطوال .ورغم ذلك لا يجد الغرور و لا العجب إلى نفسه سبيلا .
إتصل به مرّة أحد القضاة ليتوسط له عند وزير العدل ليتم نقله من منصبه البعيد عن مقر سكناه إلى منصب قريب، وكذلك أيضا بالنسبة لزوجته القاضية ،فتوسط لهما، وتمّ لهما ما أرادا على جناح السرعة، قال: فقلت في نفسي : " أنا الذي كان أهل دشرتي يعيرونني بقولهم "يابيّاع الملح" ـ لأني كنت أبيع الملح المحمّل على الجمال ـ أصبحت أتوسط للقضاة عند الوزراء.سبحان الله ! من تواضع لله رفعه ".
10 ـ خاتمة المطاف :
سارت الأيام مسرعة بالشيخ الأحمدي فإذا حياته منتهية كما كانت منذ بدأت، حياة نضال وكفاح، وعلم وتعليم.. بقي إلى آخر يوم من عمره يُدرِّس للطلاب في حلقة علمية ببيته :علم الفرائض، والنحو، و العروض..كما كان يعنى بالأندية و الملتقيات والمهرجانات الثقافية التي يُدعى إليها ..
لم يُنصَف الشيخ الأحمدي في عمله الرسمي على الرغم من دأبه وعطائه، ولكن على إثر إحالته على التقاعد كرّمه في حياته تلاميذه وأصدقاؤه ومحبوه في مناسبات عديدة، وكان آخرها تكريمه في الملتقى الوطني لاتحاد الكتاب الجزائريين بمدينة (سطيف ).
ظلّ الأحمدي طيلة العقدين الأخيرين من حياته ملازما بيته الجميل بحي 12هكتار بمدينة البرج، يقضي يومه كله مطالعًا لكتاب، أو ناظما لقصيدة، أو كاتبا لرسالة، أو مجيبا عن فتوى، بوصفه رئيسا للمجلس العلمي لنظارة الشؤون الدينية بالولاية. ومتصلا عبر الهاتف متابعا لطبع كتاب، فقد قعدت به موارده المالية عن طبع كتبه على نفقته الخاصة .فلم يكن للشيخ الأحمدي غير راتب وظيفته موردًا يسترزق منه، ويكفل به مطالب العيش الرتيب. .
وظلَّ على هذه الحال إلى أن أصيب بمرض أقعده الفراش مدة شهر ونصف نقل على إثره إلى المستشفى المركزي لمدينة البرج، وبه فاضت روحه إلى بارئها عشية يوم الأربعاء 17فيفري 1999م،وله من العمر قرن وسبعة عشر يوما .
وفقد الأدب بفقده أديبا من ألمع أدباء الطليعة في هذا البلد، له جهاده الطويل، وأسلوبه الجميل، وشعره الرقيق، وأثره الباقي.
فرحم الله الأحمدي، وجزاه على ما قدّم أحسن الجزاء، وعزَّى عنه أهل الأدب والدين خير العزاء .
2- آثاره:
1 ـ كتاب (المتوسط الكافي في علمي العروض والقوافي) :
يؤكد ابن خلكان في ( وفيات الأعيان):([8])" أن الخليل بن أحمد الفراهيدي دعا ربه أن يعرف علما لم يسبق إليه، ولا يؤخذ إلا عنه وكان ذلك في مكة، فلما رجع من حجه فتح عليه بعلم العروض".([9])
وأديبنا الأحمدي من الذين فتح الله عليهم في علم العروض، وفُضَّت لهم مغاليقه، وأصبحت له قدم راسخة فيه، فاشتهر به في الأوساط العلمية الجامعية وغير الجامعية ،و العجيب أنه لم يأخذ مبادئ العروض عن أحد كائنا من كان ولا جلس بين يدي معلم ليحذقه ولو يوما واحدا . ولما سئل الشيخ الأحمدي عن المدة التي استغرقها في تأليف الكتاب قال :"إن إدارة المؤسسة التي كنت أديرها، وتكاليف متطلبات الأسرة لم يتركا لي وقتا كافيا لإنجازه في الوقت الذي أريده، ورغم ذلك فقد شغل تأليفه من الوقت كل أوقات فراغي من الجُمع والعطلة الصيفية مدة عامين وما يقرب من تسعة أشهر لكتابته بالراقنة، وضبط أبياته، وكان العمل فيه مستمرا من صلاة الصبح إلى ما ب! عد العشاء في تلك المدة كلها ".([10])
رد: سلسلة رجال أولاد عدي لقبالة 2/الأديب موسى الأحمدي نويوات
سار أديبنا الأحمدي على نهج الأدباء الأوائل في وضع الألغاز و المعميات، وقد اشتمل كتاب ( الألغاز)على أسماء بلدان ومواقع وجمادات وحيوانات ونباتات وطيور وفواكه وزهور وحشرات، ويتناول الفقه و الفرائض، والعروض و الحساب، وأسماء رجال ونساء لهم ذكر في التاريخ، وأيام من أيام العرب ووقائعهم وغير ذلك من الأسماء والمعميات ويحتوي الكتاب على ما يقرب من (400) بيت من الشعر عدا الألغاز النثرية.
8 ــ قصص للأطفال :
ـ القصص المطبوعة :
1 ـ بقرة اليتامى ـــــــــــ نفذت طبعتها الأولى
2 ـ سالم وسليم ـــــــــــ نفذت طبعتها الأولى
3 ـ الأقرع بوكريشة ـــــــــــ نفذت طبعتها الأولى
4 ـ العكرَّك ـــــــــــ نفذت طبعتها الأولى
5 ـ اللص و العروس ـــــــــــ نفذت طبعتها الأولى
6 ـ الحنش وابن السلطان ـــــــــــ تحت الطبع
7 ـ ودعة أخت سبعة
8 ـ عْلَيَّهْ وُكْدَرْ نشرت هذه الثلاثية بمطبعة (رجبل بيبل) بباريس
9 ـ الخطاب وفتية الجبل
ـ قصص مخطوطة :( تنتظر الطبع)
10 ـ محمد بن السلطان ـ 11 ـ سعد وسعيد ـ 12 ـ البغلة الحمراء ـ 13 ـ الأخ المحتال.
9 ـ الشعر عند الأحمدي :
نظم الأديب الأحمدي أغلب شعره في ديوانيه المخطوطين:ديوان " وطنيات"وديوان "الشعر الملحون".وأودُّ أن أقدم للقارئ العزيز نبذة موجزة عن كل ديوان .
ـ ديوان وطنيات :(مخطوط)
8 ــ قصص للأطفال :
ـ القصص المطبوعة :
1 ـ بقرة اليتامى ـــــــــــ نفذت طبعتها الأولى
2 ـ سالم وسليم ـــــــــــ نفذت طبعتها الأولى
3 ـ الأقرع بوكريشة ـــــــــــ نفذت طبعتها الأولى
4 ـ العكرَّك ـــــــــــ نفذت طبعتها الأولى
5 ـ اللص و العروس ـــــــــــ نفذت طبعتها الأولى
6 ـ الحنش وابن السلطان ـــــــــــ تحت الطبع
7 ـ ودعة أخت سبعة
8 ـ عْلَيَّهْ وُكْدَرْ نشرت هذه الثلاثية بمطبعة (رجبل بيبل) بباريس
9 ـ الخطاب وفتية الجبل
ـ قصص مخطوطة :( تنتظر الطبع)
10 ـ محمد بن السلطان ـ 11 ـ سعد وسعيد ـ 12 ـ البغلة الحمراء ـ 13 ـ الأخ المحتال.
9 ـ الشعر عند الأحمدي :
نظم الأديب الأحمدي أغلب شعره في ديوانيه المخطوطين:ديوان " وطنيات"وديوان "الشعر الملحون".وأودُّ أن أقدم للقارئ العزيز نبذة موجزة عن كل ديوان .
ـ ديوان وطنيات :(مخطوط)
مواضيع مماثلة
» سلسلة رجال أولاد عدي لقبالة/عبد القادر نور
» وفاة الأديب الجزائري الطاهر وطار
» مقاومة أولاد سيدي الشيخ
» موسى عليه السلام
» سيدنا موسى والخضر والبحر
» وفاة الأديب الجزائري الطاهر وطار
» مقاومة أولاد سيدي الشيخ
» موسى عليه السلام
» سيدنا موسى والخضر والبحر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 25 مارس - 13:52 من طرف قطوش ادريس
» أكبر معدل في ش ت م 19.88تحصلت عليه وصال تباني من عين الخضراء-مسيلة.
الأربعاء 29 يونيو - 16:28 من طرف البرهومي
» الجائزة الثانية على مستوى الولاية لتلميذ برهومي
الأربعاء 25 نوفمبر - 12:18 من طرف امل
» هل من مرحب
الجمعة 17 يوليو - 1:22 من طرف Numidia
» عيد سعيد للجمييييع
الجمعة 17 يوليو - 1:19 من طرف Numidia
» افتراضي ظهور قناة الارث النبوي على Eutelsat 7 West A @ 7° West
الجمعة 17 يوليو - 1:14 من طرف Numidia
» اقبل قبل فوات الاوان
السبت 5 يوليو - 14:33 من طرف شهاب2008
» موضوع مهم ...
السبت 5 يوليو - 14:30 من طرف شهاب2008
» حوار هادف بين البنات و الشباب****هام للمشاركة........... ارجو التفاعل
الثلاثاء 13 مايو - 19:38 من طرف خالد المرفدي