شوستر ... «ظلموك»

لا خلاف على ان ثمة معسكراً من عشاق كرة القدم الألمانية الذي يميل افراده، ربما، الى تشجيع ريال مدريد حالياً على حساب غريمه برشلونة، ليس لسبب إلا لكون مدرب «الملكي» حاملاً للجنسية الألمانية.

هذه ليست قاعدة إذ ثمة الكثير من مشجعي منتخب ألمانيا الذين يفضلون «تاريخياً» برشلونة على «ريال» بغض النظر عن هوية مدرب أو عن جنسيات لاعبين.
وليس غريباً أو كارثياً ان يميل جزء من عشاق الكرة الألمانية الى تشجيع ريال مدريد «العالمي»، ليس ابتداء من تاريخ قدوم شوستر والدولي كريستوف ميتسلدر الى «الملكي»، بل منذ عشرات السنين.

سنتحدث هنا عمّن يميل الى «ريال» فقط لكون مدربه ألمانياً لنقول إن بيرنهارد (المعروف باسم بيرند) شوستر كان ابرز لاعبي الوسط في العالم إلا انه لم يرتد. قميص منتخب بلاده الا بين 1980 و1984 ولم يخض مع ال«مانشافت» اكثر من 22 مباراة شهدت تسجيله 4 أهداف.

شوستر احرز مع ألمانيا كأس الامم الاوروبية في ايطاليا العام 1980 الا انه اعتزل على المستوى الدولي في سن ال24 نتيجة خلافاته المتكررة مع الاتحاد المحلي للعبة ثم مع مدرب المنتخب يوب ديرفال وعدد من زملائه على رأسهم بول برايتنر.

ويدعي الكثيرون ان «غابي»، زوجة شوستر، كانت تتمتع بشخصية قوية الى درجة انها شغلت منصب مديرة اعمال زوجها، ويقال انها كانت السبب خلف اعتزاله دولياً، واكدت الصحافة المحلية حينها ان «النجم الاشقر» كان يعيش تحت جناحي زوجته و«ليس قادراً حتى على سداد فاتورة المطعم الا بموافقتها»، مع العلم ان الاخيرة كانت تدلي بتصريحات صحافية لاذعة باسم زوجها، خصوصا ضد مدربيه.

اما اليوم، فإن شوستر، ورغم انه ما زال مرتبطا بعقد الزواج مع «غابي»، الا انه منفصل عنها ويعيش مع صديقة في اسبانيا.

لقد ترك شوستر منتخب ألمانيا عندما كان الاخير بحاجة ماسة اليه، ولم يكترث بالولاء الوطني ولم يشعر برغبة «شرفية» في تمثيل بلاده، وهذا بلا شك يمثل حجة لعشاق ال«مانشافت» لمعاداة هذا المدرب اليوم. هذا من ناحية أولى.

ومن ناحية ثانية، يبدو الدفاع عن شوستر واجباً بالنسبة الى من يبغي عدالة، إذ لا يحق لريال مدريد توجيه انذار الى هذا المدرب بالإقالة في حال عدم تحسن النتائج.

فلنتذكر ان شوستر طالب مجلس ادارة «الملكي» مراراً وتكراراً بضم لاعبين جدد قبل بداية الموسم، الا ان رئيس النادي رامون كالديرون ومدير كرة القدم فيه الصربي بريدراغ ميياتوفيتش، كانا منشغلين بصفقة البرتغالي كريستيانو رونالدو التي لم يكتب لها النجاح، فلم يجر. التعاقد الا مع الهولندي رافايل فان در فارت.

المشكلة ان البعض ينسى او يتناسى، ويستسلم لمقولة ان «المدرب دائماً هو المسؤول» عندما يخسر الفريق. شوستر طالب ادارته بضم لاعبين، كما انتقد قبيل انطلاق الموسم الحالي، الادارة نفسها لأنها لا تضعه في صورة ما يحاك من تعاقدات خلف الكواليس.

لقد كانت «غابي» قاسية جداً بحق شوستر عندما لعبت دورا مفصليا في وضع نقطة نهاية لمسيرته الدولية مع منتخب بلاده، وها هي ادارة ريال مدريد تقسو على «المدرب الاشقر» رغم ان لا حول له ولا قوة في ما آل اليه مستوى فريقه في الاونة الاخيرة.

... ظلموك «جميعهم» يا شوستر، لا نقولها بلسان ألماني متحيز، بل انطلاقاً من واقع أنك كنت لاعباً رائعاً فأبعدوك، ولأنك مدرب رائع فجعلوا منك كبش فداء.

ممكن تكون له فرصة اخرى المشاكل سببها الاصابات وتسيبات ادارية