الوفاق يضع قدما في نهائي كأس شمال إفريقيا " الكحلة " الشبح الأسود " للبيضاويين "

يبدو بأن وفاق سطيف قد تحول فعلا إلى نحس يطارد الناديين الكبيرين في الدار البيضاء المغربية بدليل أنه في الطريق من جديد لإزاحة الرجاء من الدور نصف النهائي لكأس شمال إفريقيا تماما مثلما فعل معه قبل موسمين عندما تخطاه في دور المجموعات لكأس العرب قبل أن يقضي على أحلام غريمه الوداد في نهائي تلك الطبعة .

على كل الحال، فإن كل أنصار الرجاء الذين طالما راهنوا على تحقيق الوثبة البسيكولوجية بمناسبة استضافتهم سهرة أمس الأول للكحلة لم يترددوا في الاعتراف بقوة النادي الجزائري في نهاية اللقاء رغم أنهم جاؤوا بأعداد غفيرة (تجاوز عددهم الأربعين ألف مناصر) للوقوف بجانب زملاء النجم العائد العلودي .
وإذا عدنا إلى المباراة في حد ذاتها والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (1 ـ 1) فإن الملاحظة الأولى التي يمكن استنتاجها هو أن أبطال الجزائر قد تحرروا نهائيا بعد انطلاقتهم المتواضعة هذا الموسم والتي أدخلت كثيرا من الشكوك في نفوس الأنصار.. ولعل الذي يؤكد هذه الحقيقة أن زملاء الهداف مليك زياية تمكنوا من الصمود في وجه لاعبي الرجاء المدعمين بكتائب أنصارهم، بل أن الجزائريين كادوا أن يحسموا أمر التأهل بصفة نهائية بالدار البيضاء بالذات .

الوفاق طبق مبدأ أحسن دفاع هو الهجوم
ولأن الوفاق بدأ يستعيد عافيته مثلما تدل عليه سلسلة النتائج الإيجابية الأخيرة التي يسجلها في البطولة الوطنية وكأس الكاف، فإن المدرب علي مشيش اختار أن لا يكتفي بالدفاع فقط فعمد من البداية لأن يلعب أوراقه الهجومية من خلال إقحام زياية وحيماني في الأمام مع مدهم بالدعم من طرف حاج عيسى. هذه الطريقة أقلقت كثيرا المنافس المغربي الذي لم يتمكن من فك الحصار المضروب عليه طيلة الشوط الأول باعتبار أن الفرص التي أتيحت له في هذه المرة كانت تعد على أصابع اليد الواحدة.
وشعورا منه بالخطر الذي يحوم حول فريقه المحبوب، ضاعف الجمهور الرجاوي من نسق تشجيعه لناديه بعد عودة الأخير من غرفة تبديل الملابس، قبل أن تلتهب المدرجات بدخول مدلل الأنصار العلودي بعد سنة كاملة من الغياب بفعل الإصابة التي كان يعاني منها.
لكن حسابات المدرب البرتغالي العائد هو الآخر خوزي روما خابت أمام إصرار السطايفية على العودة إلى الديار بنتيجة إيجابية تصون حظوظهم في التأهل إلى الدور النهائي حيث كانت للتغييرات التي قام بها مشيش أثرها على مردود العناصر الجزائرية التي تكللت مجهوداتها بهدف زياية الذي كان يمكن الاحتفاظ به إلى غاية صافرة النهاية لو لم يرتكب الدفاع الجزائري هفوة عندما ترك حرية التصرف للاعب سيراي داي ما كلف النسر الأسود هدف التعادل الذي لم ينقص مع ذلك من قيمة الإنجاز الذي حققه أبناء عين الفوارة في انتظار التأكيد في ملعب 8 ماي بسطيف بمناسبة مباراة العودة .

علي مشيش ( مدرب الوفاق ):
" خطأ بسيط في المراقبة ضيع علينا الفوز "
اعتبر مدرب وفاق سطيف علي مشيش بأن فريقه ضيع فوزا محققا أمام الرجاء البيضاوي. وقال التقني الجزائري في نهاية مباراة الرجاء والوفاق بأن لاعبيه ارتكبوا خطأ في المراقبة كلفهم هدفا كان بمقدورهم تجنبه خاصة وأن الأمر تعلق بالهفوة الوحيدة في المواجهة.
ومع ذلك، فإن مشيش بدا راضيا على ما قدمته عناصره فوق الميدان، حيث أكد بالمناسبة أنه لم يخطئ التقدير عندما راهن على الهجوم منذ انطلاق المباراة »بحكم دراستي الجيدة للمنافس وضعت الحطة المناسبة التي تسمح بخلط حساباته فاخترنا عدم الاكتفاء بالدفاع ونقل الخطر إلى مرمى المنافس حتى لا نتحمل عبء المقابلة.. صحيح أن الرجاء يمر بفترة صعبة في بداية الموسم الجاري، لكنني شخصيا وجدته أفضل هذه المرة مقارنة مع خرجته السابقة ضد المغرب التطواني برسم البطولة المغربية، ولعل الوجه الذي ظهر به الرجاء البيضاوي يجعلني أعتز بالتعادل الذي فرضناه عليه « .
ورغم الخطوة العملاقة التي قطعها النسر الأسود في طريق التأهل إلى نهائي كأس شمال إفريقيا إلا أن المدرب مشيش يفضل عدم استباق الأحداث من خلال التأكيد على أن كل شيء سيتم حسمه في سطيف خلال مباراة العودة بين الفريقين، مبديا في ذات الوقت تخوفه من استسلام لاعبيه للإرهاق بفعل المشوار المراطوني الذي يؤدونه وينتظرهم أيضا في المنافسات الثلاث (البطولة الوطنية وكأسي الكاف وشمال إفريقيا). ولتجنب هذا السيناريو الذي يؤرق من الآن مشيش ينوي هذا الأخير، مثلما جدد التأكيد في نهاية مباراة أمس الأول، إحداث تغييرات مستمرة على تشكيلته الأساسية بصورة تسمح بإراحة اللاعبين، سيما وأنه يحوزعلى تشكيلة ثرية، على حد تعبيره .

خوزيه روماو يعترف بقوة الوفاق
اعترف مدرب الرجاء البيضاوي خوزي روماو بقوة النادي الجزائري بل أنه وقف لتحية المدرب علي مشيش خلال الندوة الصحفية التي عقدها الرجلان عقب نهاية لقاء الرجاء والوفاق .
وقال التقني البرتغالي أنه كان يتوقع منذ البداية بأن يلاقي صعوبات كبيرة أمام الوفاق »الذي يتألق في كل المنافسات التي يلعب فيها على غرار البطولة الوطنية وكأس الكاف حيث هو على بعد مقابلتين فقط من خطف تاجه، فكان إذن من الطبيعي أن نواجه صعوبات كبيرة أمامه«، قال روماو الذي فشل في ثاني خرجة له منذ عودته إلى الرجاء في وضع حد لسلسلة النتائج السلبية التي تطارد الرجاويين والتي كلفت المدرب البرازيلي موزير رأسه الأسبوع الماضي .
وعلى الرغم من اعترافه بقوة الوفاق إلا أن روماو غير مستعد لرمي المنشفة حيث قال أنه سيتنقل إلى سطيف من أجل مخادعة النادي الجزائري، ما يعني أنه بدأ في الحرب النفسية من الآن .

حاج عيسى كاد يفسد فرحة السطايفية ومشيش يهدأ اللعب
كل شيئ كان جميلا في وفاق سطيف في هذه الليلة التي ميزت أجواء الدار البيضاء فيها رطوبة عالية، لو لم يتصرف مدلل السطايفية حاج عيسى بطريقة غير مشجعة عندما ناداه مدربه دقائق بعد بداية الشوط الثاني لترك مكانه لزميله جديات. فقد لاحظ الجميع بنا في ذلك الأنصار الحاضرون بدرجات ملعب محمد الخامس بأن باجيو العرب لم يهضم تغييره على الإطلاق، بل إنه تجاهل حتى زميله جديات الذي دخل مكانه فلم يحييه مثلما تجري العادة على الخط التماس وقت التغيير، وهو ما أغضب جديات نفسه.
ومع ذلك، فإن المدرب مشيش الذي تحدثنا إليه في الموضوع دقائق بعد نهاية اللقاء، فضل عدم التركيز على هذا "الحادث" مكتفيا بالقول أن الجميع في الوفاق يعرف حاج عيسى وتصرفاته وأنه متأكد من أن اللاعب سيراجع نفسه سريعا ولن يتردد في الاعتذار من الجميع.

بلقايد يتألق مجددا في منصبه الجديد
مثلما توقعناه قبل لقاء الرجاء والوفاق، فقد جدد المدرب علي مشيش الثقة في لاعبه فاروق بلقايد في وسط الدفاع للمرة الثالثة على التوالي ما يترك الإنطباع بأن اللاعب الأسبق لشبيبة القبائل وأندية أخرى قد أضحى قلب الدفاع الجديد للكحلة على الرغم من أنه متعود على اللعب في وسط الميدان لسنوات طويلة .
ولم يتردد المدرب مشيش في الثناء على "الليبيرو" الجديد للوفاق بعد اللقاء ذاهبا إلى حد "الافتخار" أمام ممثل "الفاف" في سفرية الوفاق إلى الدار البيضاء الدكتور بن حمزة بأنه كان وراء فكرة تغيير منصب بلقايد وتحويله إلى وسط الدفاع، وهي الفكرة التي أتت بثمارها، حسب مشيش نفسه، بدليل أن الكحلة تلقت سهرة الثلاثاء الهدف الأول بعد ثلاث مقابلات قاد خلالها بلقايد الدفاع السطايفي، على حد تعبير المدرب السابق لمولودية سعيدة .

العيفاوي يبعث برسالة إلى سعدان من الدار البيضاء
يجمع كل من تابع لقاء الرجاء والوفاق بأن المدافع الجزائري عبد القادر العيفاوي كان رجل المباراة بدون منازع بفضل تدخلاته القوية في الخط الخلفي والتي جعلت منه سدا منيعا اصطدمت أمامه كل محاولات المغربيين.
ويفسر الكثير من أعضاء الوفد السطايفي تألق العيفاوي في هذه المباراة بشكل خاص برغبته الجامحة في العودة إلى التشكيلة الوطنية سيما في ظل الشكوك التي تحوم حول اشتراك المدافع القوي لنادي غلاسكو رانجرس مجيد بوغرة على خلفية الإصابة التي لحقته قبل أسبوعين.
من جهته، قال العيفاوي في نهاية مباراة أمس الأول أنه لم يقم إلا بدوره في مواجهة حملات المنافس نافيا أن يكون تألقه مرده إلى أية محفزات مرتبطة بإمكانية استدعائه مجددا إلى التشكيلة الوطنية، ولو أنه يظل مستعدا لكل طارئ "وهو حال كل لاعب في اعتقادي يغذي الطموح الشرعي لحمل الألوان الوطنية ".

كواليس
* تفاجأ الكثير من لاعبي وأعضاء وفد الوفاق للعدد الكبير من أنصار الرجاء الذين أموا مدرجات الملعب التحفة محمد الخامس على خلفية أن النتائج الأخيرة لرفقاء العلودي ليست مشجعة، ومع ذلك ناصر محبو الرجاء فريقهم بقوة وهو ما زرع بعض "الغيرة " في نفوس أبناء عين الفوارة الذين لا يسلمون من سخط الأنصار ومقاطعتهم لهم بمجرد تسجيل نتيجتين سلبيتين على التوالي .
* طريقة تشجيع أنصار الرجاء فريدة من نوعها حتى خيل إلينا أننا أمام فرقة غنائية تتدرب يوميا قبل الظهور إلى المنصة في ظللا التناسق الكبير بين الأنصار في ترديدهم لهتافات وشعارات النادي .
* أكد لنا كل من التقيناه بملعب محمد السادس من أنصار الرجاء بأن الملعب ما كان ليمتلئ بتلك الصورة التي عرفها أمس الأول لو تعلق الأمر بالمنتخب الوطني المغربي، ما يدل على أن حبل الود بين الأنصار البيضاويين ومنتخب بلادهم قد انقطع تماما ما يفسر ربما تحويل مباراة أسود الأطلس ضد الكامرون في الجولة الأخيرة من تصفيات المونديال إلى مدينة فاس .
* خلافا لما كان قد وعد به، فإن رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار لم يلتحق بفريقه في الدار البيضاء على الرغم من أن الجميع كان ينتظره يوم المقابلة .
* قام المسيران حمار وبن دشاش بشراء تذاكر الدخول إلى الملعب لكافة أنصار الوفاق الذين تنقلوا مع فريقهم إلى الدار البيضاء، وتكفل الرجلان أيضا بمصاريف نقل هؤلاء الأنصار من الفندق إلى ملعب محمد السادس.
* لم يضيع المدرب الأرجنتيني السابق لاتحاد العاصمة أوسكار فيلوني فرصة تنقل الوفاق إلى الدار البيضاء لمتابعة مباراته ضد الرجاء حيث التقيناه في القاعة الشرفية للملعب ما بين الشوطين وأجرينا معه حوارا ستتابعونه في عددنا القادم.
* كان حديث كل لاعبي الوفاق بعد نهاية المباراة عن مقابلة شباب بلوزداد ضد النادي الصفاقسي حيث ظل الكل يستفسر عن نتيجتها .
* يتمنى معظم لاعبي الوفاق تأهل الترجي التونسي إلى الدور النهائي من منافسة كأس شمال إفريقيا حتى تكون الفرصة مواتية أمام "الكحلة" للأخذ بثأرها من نادي العاصمة التونسية الذي منعها من الفوز بثالث لقب عربي على التوالي الموسم الماضي وكاد أن يدخلها في أزمة.
* قام شابان مغربيان ما بين الشوطين بدورة شرفية على أطراف الميدان حاملين علمي المغرب والجزائر تعبيرا
عن شعور الأخوة والوحدة التي تربط البلدين .

ان شاء الله الكاس