محبوب و الثعبان قصة من تأليف : رضا سالم الصامت

محبوب و الثعبان


بقلم الكاتب: رضا سالم الصامت


محبوب رجل فقير يعيش دائما على بيع الحطب لأهل قريته لا يعرف الكسل و لا الملل يوفر قوت أبنائه الصغار و زوجته مبروكة ، ذات يوم سمع خربشة وراءه و صوت خافت يأتي من خلفه ..تملكه الرعب و خاف و استدار فإذا بثعبان كبير.
هم محبوب بالفرار لكن الثعبان قال له : لا تخف أيها الحطاب فأنا بحاجة إليك .
صعد محبوب فوق شجرة و قال له : ماذا تريد مني ؟ فأنا عملت في هذه الغابة عدة سنوات حطابا و لم أضر أحدا
فقال الثعبان : و لأنك طيب القلب أردت منك خدمة و سوف لن أؤذيك
قال الحطاب : و ماهي ؟ قال الثعبان : أنظر هناك رجل يمسك فأسا يريد قطع رأسي
نظر الحطاب إلى الجهة المقابلة فرأى الرجل بيده فأس ... و بينما هو على الشجرة مر الرجل باحثا عن الثعبان فسأله:
لماذا أنت فوق الشجرة أيها الحطاب ؟ فأجابه : لقد جعت فصعدت إلى أعلى الشجرة لأقطف بعض الثمار
قال :ألم ترى ثعبانا مر من هنا ؟
رد عليه الحطاب قائلا : نعم لقد رأت ثعبانا ضخما لكن مر من الجهة الأخرى
و كان الثعبان يسمع حوارهما ...
انصرف الرجل و بيده الفأس متجها إلى جهة معاكسة ...
خرج الثعبان و قال للحطاب محبوب : شكرا لك أيها الحطاب
انك ضللت طريق الرجل ... لذلك فأنا أحس بالأمان معك انزل من أعلى الشجرة و سنظل أصدقاء طول العمر
نزل محبوب من على الشجرة و صافح الثعبان . لكن الثعبان التف حوله ...خاف محبوب و قال للثعبان :
ما أنت تفعل بي لقد أعطيتني الأمان ؟ قال الثعبان : لا تخف أنا أصافحك مثلما أنت صافحتني ...
أحس محبوب انه في ورطة خاصة و أن الثعبان حيوان سام ....فقال في نفسه : يجب علي أن أتخلص منه قبل فوات الأوان و علي أن أجد حيلة تجعله يفك عني .... ضحك محبوب و سمعه الثعبان فقال له : لماذا أنت تضحك ؟ قال : لأن لدي أبناء و زوجتي هم في انتظاري سوف لن يصدقونني إن عدت لهم و قصصت عليهم ماجرى بيني و بينك أيها الثعبان .. .
قال الثعبان للحطاب : و من قال انك ستعود لأبناءك و لزوجتك حيا ترزق ؟
أجابه الحطاب : لكنك أعطيتني الأمان
كان الثعبان غير وفي ، يفكر في إيذاء الحطاب و لكنه ينتظر الوقت المناسب ..
أحس الحطاب بالخطر محدقا به ...وقال للثعبان أمهلني و فك عني أريد أن أعطيك شيئا تأكله من هذه الشجرة ...
وافق الثعبان على طلبه و أطلق سراحه و صعد إلى الشجرة المسمومة و أتى له بثمر منها و قدمها للثعبان
أكل الثعبان الثمرة فانهار.... و هرب الحطاب إلى بيته مهرولا و بقي الثعبان على تلك الحالة إلى أن مات و هذه عاقبة كل من أخل بعهده في من حماه و نجاه .

I love stores thank u