بين القدس .....وبغداد

[color=blue]قصيدة بين القدس ...وبغداد قصيدة اشاعر أحمد الأمين جوداي من ديواته بين مدينتين:[/color]

في ليلة من ليال الشتاء
يسقط البرد على الصحراء
على مدن العطش ...والكبرياء
يدك حصونها...تلك المدن
القلاع من وهم...والرجاء
خوف يسكن صوت الريح فيها
وصمت الظلماء
ونائحة على دروب بغداد
تنشد الماء...بقية آل إبراهيم...تسعى
تضم وليدها الملقى...على رمل مبلل..
خرقة سوداء
يبعثره الموت...حولها أشلاء...أشلاء
تدعو...تدعو
ويصعد البكاء...
رحماك يارب إبراهيم..أيموت إسماعيل
وتجف الينابيع...ويعزّ الفداء
أيغتصب المغول...عفة الحرائر
ويسطو الصعاليك...على حلم الأبرياء
أيجني المستضعفون...قسوة السلطان
وحمق الخلفاء..
في ليلة من ليال الشتاء
تتنزل الملائكة العلى
على مدينة مباركة...وجنين
وصديقة خائفة...هاربة
كالحب...كدمع الشرفاء
كيف تلد الصبية العذراء
كيف تخضر الأرض البكر
بلا بذر...ولا حرث...ولا ماء
وتبكي العذراء
أتضيق الأرض بوليدها...إذ تختفي السماء
والملك...رجال...عرّافون
خلال ديارها يجسون...يؤرقهم الأعداء
والعدو...طفل إسمه عيسى...رضيع بمحبة موسى
على جناح...روح القدس جبريل
والرطب تدلى قنديل
والماء تسمى سلسبيل..
والنور...سلام...وسلام
طفل وأمه
ينام في العراء
في ليلة من ليالي الشتاء
تبكي السماء
لبكاء يتيم إسمه أحمد..إذا تصطفي الأسماء
وليد بين يدي آمنة
آمنة الطاهرة...لاتدر حليبا
رغبت عنه المراضع..أين حليمة؟
بنو سعد...رأوها...غادرت القبيلة
لم تأت حليمة
ليترك يصارع الموت
شعبا...وأرضا...وأمة
أوأنتم تأكلون...ولا تشبعون
وتكسبون...ولاتعطون
وتتاجرون في محارم الأنبياء
وتتكتمون عن فضائح الأسياد
إذ طغوا في البلاد
فأكثرو فيها الفساد
محمد يا ويلكم...يموت مليون...طفل
بين القدس ...وتغداد