من تكلم فليقل خيرا أو ليصمت .. لحفيظ دراجي

لن أذكر الأسماء حتى لا أتي بفعل أنهي عن مثله , لأن العيب تفشى فينا
لدرجة كبيرة فأصبحنا حديث العام والخاص والكل يسألنا عن ما يحدث في البيت
الكروي الجزائري من تصريحات و تصريحات مضادة , و انتقادات واتهامات
متبادلة بين الكثير من اللأسماء الكروية عندنا وكأنهم كانوا ملائكة و أئمة
و البقية شياطين , وكأنهم كانوا أبطالا لوحدهم والبقية لا فضل ولا قيمة
لهم , وكأنهم صنعوا لوحدهم تاريخ الجزائر الرياضي .
يحدث هذا رغم أن المنتخب الوطني في أحسن أحواله , وكان يمكن أن يلتف حوله
الجميع ويحاولوا أن يجمعوا عوض أن يفرقوا, ويغتنموا الفرصة لتدعيم رصيد
حافل يحق لنا أن نفتخر به بين الأمم , والوقوف الى جانب جيل واعد لايهمه
ما حدث في القرن الماضي من مشاكل و مكائد بقدر ما يريد أن يحتفظ بذكريات
الزمن الجميل ويكرر مثلها بعيدا عن ما حدث في الكواليس لأنه أمر عادي
ويحدث في كل زمان ومكان و مجال و يحدث حتى داخل الأسرة الواحدة.
ما ذنب الجيل الجديد الدي لم يتعدى الثلاثين من العمر و الذي يمثل أكثر من
ستين بالمائة من سكان الجزائر حتى يقحم في متاهات ويصدم بتصريحات
وانتقادات وتبادل تهم بين أسماء يحترمها ويفتخر بها .
وما ذنبنا نحن الصحافيون حتى نبقى رهينة هذه التصريحات المتبادلة , التي
تلهينا عن الكتابة في مواضيع أخرى أفضل وأهم , و الكتابة مثلا عن منتخبنا
الوطني الذي يتألق ونجوم جدد تصنع أمجادها بثبات.
ربما هذا هو الذي يقلق بعض الذين لا يريدون للجزائر منتخبا ناجحا ومتفوقا
نفتخر به , ونجوم جدد يقتدي بهم الجيل الحالي , و انجازات أخرى أفضل من
تلك التي حققها الأولون , و يبقى قدر الجزائر هو الحديث فقط عن منتخب 82
والحديث عن نفس الأسماء و الأحداث .
إن تاريخ الجزائرالسياسي والاجتماعي , الثقافي و الرياضي عبر الأزمنة مليئ
بالمحطات والأحداث , ويمكن لنا أن نكتبها كما هي بحلوها ومرها , سلبياتها
وايجابياتها , ملائكتها وشياطينها , بدون خجل أو تردد حتى تحفظها الأجيال
و تستلهم منها . ولكن أن نثير في كل مرة محطة أو حادثة بمعزل عن اطارها
العام وظروف وقوعها ومن مصدر واحد يعتقد بأنه الأصح فهذا هو التزييف
والافتراء بعينه ولسنا بحاجة اليه .
لست ملاكا ولست بصدد اعطاء دروس للأخرين لأن الذي مضى مهما كان لا يهم
بقدر الذي سيأتي , ولأنني أكتب عن هذا لأدعو الجميع الى كتابة مذكراتهم
بأمانة واخلاص ان أرادوا لأن التاريخ لا يرحم و الجزائري ليس غبيا ويفرق
جيدا بين الخبيث والطيب والغث والسمين , فلا داعى للمزايدة من فضلكم ودعوا
الجيل الجديد يعيش زمانه مثلما عشتم واستمتعتم في زمانكم , ولا تفسدوا
علينا فرحتنا و نشوتنا بما يفعله زياني و رفقائه .

hafder@yahoo.fr

" نقلا عن جريدة الهدّاف الجزائرية "