رواية الحرب اللبنانية

من طرف hamza28 الثلاثاء 23 يونيو - 22:42

"رواية الحرب اللبنانية- مدخل ونماذج" هو عنوان الكتاب الجديد للكاتب اللبناني عبده وازن، صدر عن دار الصدى في دبي، ضمن سلسلة الكتب الشهرية"" كتاب دبي الثقافي"، الكتاب يوزع مجانا مع مجلة" دبي الثقافية"، وحمل هذا الإصدار رقم 24.يهدي المؤلف كتابه إلى "شهداء الحرب اللبنانية"، ويتمعن عبر 114 صفحة من القطع المتوسط هو عدد صفحات كتابه، في انعكاس الحرب اللبنانية فيما أنتجه الكتاب الروائيون اللبنانيون عنها.
في مدخله لكتابه يناقش المؤلف موضوع الحرب عبر محاولته للإجابة عن السؤال هل الحرب تمثل فاصلا بين مرحلتين، إجابة عن هذا السؤال يرى المؤلف أن النقاد اعتادوا على الحديث عن الأدب قبل الحرب وبعدها، ويشير المؤلف إلى ما عرفه القطر العربي اللبناني من حروب أهلية، خاصة حرب 1958 والحرب الأخيرة من 1975 حتى 1990، ويرى انه من الممكن التشكيك في الفصل بين فترتي ما قبل الحرب وما بعدها، "لكون الأدب حركة حية ومستمرة، تعرف من " الثبات" ما تعرف من التحول" وتعرف من " الانحطاط" ما تعرف من النهضة" ويوضح أن:" هذا التشكيك لا ينفي أن الحروب أو نهاياتها قد تؤلف حافزا على نهوض أدب جديد".

مؤلف الكتاب يتوقف في كتابه عند عدد من الروايات اللبنانية، معتبرا إياها " نماذج روائية تنتمي إلى أجيال مختلفة ليس في المفهوم الزمني الصرف، وإنما في المفهوم الزمني المتعاقب، يقول إنها تمثل ثلاث تجارب وهذه الروايات هي: " رحلة غاندي الصغير" لالياس خوري، صدرت عام 1989، "عزيزي السيد كاوباتا" لرشيد الضعيف وصدرت عام 1995، " مريم الحكايا" لعلوية صبح وصدرت عام 2002، "تقرير ميليس" لربيع جابر وصدرت عام2005، "امرأتان على شاطئ البحر" لحنان الشيخ وصدرت عام 2002، " مدرسة الحرب" لاسكندر نجار وصدرت بالعربية مترجمة عن الفرنسية عام 2002.

يقول المؤلف بعد استعراضه لرواية رحلة غاندي، إن تجربة صاحبها الياس خوري تأخذ طابع البحث والاختبار، فهو يعيد قراءة تاريخ الرواية كي يتجاوز تاريخيتها وصولا إلى جوهرها وتجلياتها، وقد اندمجت روايته بالواقع الذي تفضحه وتضيئه، تماما كما النص يندمج في بعده المعيش، والكلام المكتوب بالكلام الشفوي.

أما عن رواية عزيزي كاوباتا، فان صاحبها رشيد الضعيف، يكتبها بطريقة الرسالة إلى الكاتب الياباني ياسوناري كاوباتا الذي قضى منتحرا عام 1972، وهو ما يعني أن كاوباتا لن يقرا الرواية، ويشير إلى أن الكاتب إنما تذرع بالرسالة في محاولة منه لإيصال ما يريد إيصاله إلى متلقيها، ويسلط مؤلف الرواية فيها الضوء على ممارسات الطائفة المارونية، المؤلف يرى أن هذه الرواية الأفضل في نتاج صاحبها الروائي، وهو نتاج وفير.

" مريم الحكايا" كما يقول وازن، هي الرواية الثانية لصاحبتها علوية صبح، بعد روايتها الأولى" نوم الأيام" الصادرة عام 1986، وهي لا تحمل سمات روايتها الأولى، يقول المؤلف إن هذه الرواية هي رواية النهايات التي يؤول إليها فن الكتابة، فهي تخفي الكثير من الوعي والخبرة التقنية والمعاناة والعمق والبساطة والشفافية، تعلن مريم في مستهل روايتها:" المسالة انتهت بالنسبة إليّ". أما الختام، فانه ينتهي بالشك"لم تتأكد من شيء"، على أن هذا الشك يشمل الكتابة ذاتها، بل نسيج الحكايات التي سردتها مريم، متوسلة بأسلوب "الرواية داخل الرواية". المؤلف يؤكد انه من المستحيل اختصار هذه الرواية لأنها رواية الحكايات التي لا تنتهي.

في روايتها" امرأتان على الشاطئ"، تتحدث حنان الشيخ عن امرأتين مختلفتي الدين، ويرى المؤلف أن حنان إنما تكتب عن قضايا لا يرى فيها القارئ اللبناني ما هو جديد، مشيرا إلى أن الشيخ تكتب للأجانب، فرواياتها تترجم إلى لغات أخرى وهي لما تزل مخطوطة، ما يدل كما يقول المؤلف: أن روايات حنان الشيخ تجذب الناشرين الغربيين الذين يهمهم أن يتبنوا الأدب الاكزوتيكي، النافر والغريب، ويتساءل المؤلف لماذا لا تعمد حنان الشيخ للكتابة في إحدى اللغات الأجنبية ما دام القارئ الأجنبي يستأثر بذاكرتها ومخيلتها.

في حين يقول مؤلف الكتاب، إن رواية " مدرسة الحرب" لاسكندر نجار، كتبها صاحبها بالفرنسية وترجمها إلى العربية بسام حجار، إن ما يلفت في هذه الرواية بساطتها في معنى ما أو الفته، مشيرا إلى أن صاحبها لم يكتب قصصا عن الحرب، فان المؤلف يقول عن رواية "تقرير ميليس" لربيع جابر، إنها تنتهي عشية رفع التقرير الشهير الذي وضعه المحقق الألماني ديتلييف ميليس في شان اغتيال الرئيس رفيق الحرير، ربيع جابر يجعل من تقرير ميليس ذريعة لسرد الأيام الأخيرة من حياة بطل روايته سمعان يارد، الارستقراطي البيروتي الضجر والعاشق الذي توقف عن العمل ووجد في المشي ما يشبه تسليته اليومية، لكن هذا "المشاء" يملك عينا أخرى تمكنه من الخلط بين رؤية " الحاضر" البيروتي والتذكر. يقول مؤلف الكتاب: هذه رواية فريدة تجمع بين عالمين غاية في الطرافة والواقعية والغرائبية.

بارك الله فيك

رواية الحرب اللبنانية

رواية الحرب اللبنانية

رد: رواية الحرب اللبنانية